عرفت الولايات الشرقية من الوطن، بعث العديد من المشاريع الاقتصادية الاستراتيجية التي كانت متوقفة لأسباب مختلفة، الطريق المنفذ للسيار جن جن العلمة، على غرار مصنع طحن البذور الزيتية وإنتاج الزيوت “كتامة أقري فود”، وتوزيع حصص كبيرة من السكن بمختلف صيغه، حيث وزع بولاية قالمة في صيغة السكن البيع بالإيجار “عدل” ما يقارب 8 الاف وحدة، ويأتي تحويل الفوسفات بين الجزائر والصين بشرق البلاد، على رأس المشاريع التي ميزت سنة 2023.
مشاريع هامّة ميّزت السنة، تعوّل عليها السلطات العمومية لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني خارج قطاع المحروقات، الذي يحتل أولوية في السياسة الوطنية والبرنامج التنموي في أبعد مجاله ومداه، ويمتد على مستوى 04 ولايات تتمثل في تبسة، سوق أهراس، سكيكدة وعنابة، وتبلغ قيمة هذا الاستثمار أكثر من 6 مليار دولار، بحيث سيسمح بتوفير حوالي 20.000 منصب عمل مباشر وغير مباشر لسكان هذه الولايات الاربع.
وبالموازاة، تمّ إطلاق مشروع ازدواجية السكك الحديدية لمرافقة القدرات الهائلة للمشاريع القاعدية الهيكلة، والمتمثل في انجاز ازدواجية وتصحيح مسار الخط المنجمي الشرقي عنابة -بوشقوف-تبسة جبل العنق – بلاد الحدبة على مسافة 421 كلم، الذي يندرج ضمن المشروع الوطني لمد خطوط السكك الحديدية، وما لها من إسهام في تحقيق الأمن الغذائي والاقلاع الاقتصادي، والاجتماعي للولايات الشرقية الـخمس، المتمثلة في تبسة، سوق أهراس، قالمة وعنابة.
ومن المشاريع الحيوية التي تعوّل عليها السلطات الولائية بقالمة، إعادة بعث دراسات لمشروع خط السكة الحديدية بين بلدية بوشقوف بولاية قالمة، والخروب بولاية قسنطينة، مرورا بالمنطقة الصناعية بعين رقادة بقالمة، لاسيما وأن خط السكة الحديدية الخروب-بوشقوف يعتبر من أقدم الخطوط في الجزائر كونه يعود إلى الفترة الاستعمارية، كما أن محطة القطار بقالمة تعتبر من بين المواقع التاريخية الشاهدة على مجازر 8 ماي 1945 بالولاية.
وعرفت العديد من المشاريع التي كانت متوقفة بجيجل عودة الروح لها على غرار الطريق المنفذ للسيار جن جن العلمة، حيث عرف هذا المشروع الاستراتيجي العديد من الزيارات من السلطات المركزية، وسلسلة من الزيارات التفقدية من طرف والي جيجل، لمرافقة الاشغال والدفع بوتيرة الإنجاز، حيث انطلقت أشغال إنجاز هذا الأخير في سنة 2013، وهو واحد من أضخم المشاريع على صعيد ولاية جيجل، فمشروع منفذ الطريق السيار “جن جن-العلمة” مخلص الولاية من العزلة، وهو بمثابة شريان التنمية بالولاية، للأهمية الديناميكية الاقتصادية التي سيخلقها لميناء “جن جن” الذي يعد أكبر ميناء في الجزائر، كما يسهل حركة المرور وانفتاح الولاية الساحلية على الولايات المجاورة وغير المجاورة.
كما عرفت سنة 2023، بعث العديد من المشاريع الاقتصادية تتمثل في مشاريع استراتيجية هامة في مجال الصناعة الغذائية التحويلية، يعوّل عليها في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية، على غرار مصنع طحن البذور الزيتية وإنتاج الزيوت “كتامة أقري فود”، ومشروع تحويل الخضر والفواكه “جو ماقرو”.
واعتمدت، الشركة الجزائرية القطرية للصلب، من طرف هيئة الاعتمادالدولية “GlobeCert AB” ومنحها الضوء الأخضر لتسويق حديد التسليح لـ “أي، كيو، أس” في دول شمال أوروبا وبالتحديد الدول الإسكندنافية، وقبلها تحصلت الشركة الجزائرية القطرية للصلب بجيجل، تحصلت مؤخرا على شهادة المطابقة لحديد التسليح الخاص بدول البلطيق، المقدمة من قبل هيئة الاعتماد الدولية “KIWA”، ويمكن الشركة الجزائرية القطرية للصلب، من تسويق حديد التسليح في أسواق دول إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، وبالتالي ولوج أسواق جديدة تعتبر واحدة من أكثر الأسواق صعوبة من حيث متطلبات الجودة والتسويق.
وتمكّنت جامعة 20 أوت 55 بسكيكدة، حسب البروفيسور عمر بولهواش، المعين مؤخرا كرئيس للفرع المركزي العربي للتربية الوالدية بالجزائر، أنّ جامعة سكيكدة تحصلت بجدارة واستحقاق على مكانة ريادية على المستوى الوطني، بحصولها على المرتبة الثانية في التصنيف الدولي “ scimago institutions rankiings”، وعلى المرتبة الثانية في التصنيف العالمي “ the times highereducation”، كما تحصّلت على المرتبة الأولى في ميدان العلوم الفيزيائية والمرتبة الثانية في ميدان الهندسة ضمن التصنيف الدولي”، حسب التخصصات، بالإضافة الى حصولها على وسم “أدرس بالجزائر” نجمة واحدة ضمن برنامج وزير التعليم والبحث العلمي، والذي تم استحداثه لاستقبال وتكوين ومرافقة الطلبة الدوليين بمؤسسات التعليم العالي.
وكشف البروفيسور توفيق بوفندي، مدير جامعة سكيكدة، عن إبرام العديد من الاتفاقيات مع العديد من المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، في إطار افتاح الجامعة على محيطها الاقتصادي والاجتماعي، حيث شملت إبرام 47 اتفاقية وطنية و18 اتفاقية دولية كانت آخرها تلك التي تم إبرامها مع جامعة نيشنطشي إسطنبول بتركيا، ومعهد التكنولوجيا بأنقرة، وتوقيع اتفاقية إطار مع جامعة قاصدي مرباح ورقلة، وهذا ضمن فعاليات الملتقى الدولي الرابع حول التطور التكنولوجي في ذكاء الطرائق.
وأضاف بوفندي، أنه تم خلال هذه السنة وفقا للقرار الوزاري 12-75، والذي يحدد كيفيات الحصول على شهادة جامعية “مؤسسة ناشئة”، “شهادة جامعية”، “براة اختراع”، تم إدراج 110 مشروع في إطار هذا القرار، بهدف خلق مؤسسات ناشئة، منها 5 مشاريع نالت وسم “لابال”، و02 براءة اختراع “inpai”، بالإضافة الى احتضان الجامعة حوالي 40 تظاهرة علمية، منها 15 ملتقى دوليا، 16 ملتقى وطنيا، 5 ندوات علمية، و4 أيام وطنية، وإنشاء مؤسسات فرعية ذات طابع اقتصادي، بعد موافقة اللجنة الوزارية المختصة، تمّ خلال هذه السنة إنشاء 05 مؤسسات فرعية ذات طابع اقتصادي، في مجالات تطوير الإنتاج الفلاحي ومراقبة الجودة، الخبرات والخدمات الزراعية، الأمن الطاقوي، العلوم الطبيعة والحياة والإعلام الالي.