دعا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الجزائريين، إلى بذل مزيد من الجهود في السنة الجديدة التي «ستحقق فيها مزيد من الإنجازات»، مفيدا بأن الجزائر ستخطو خطوات إضافية نحو البلدان المتطورة.
جاءت كلمة الرئيس تبون، التي وجهها للشعب الجزائري، الأثنين، بمناسبة حلول السنة الميلادية، وحملت في مضمونها بشائر الصعود على سلم التنمية والتطور في عديد القطاعات.
الرئيس تبون قال في كلمته إن: “2024 سيكون عاما مليئا بالانجازات”، وسبق وأن دعا الجزائريين إلى انتظار مفاجآت في الطبعة المقبلة لمعرض الإنتاج الوطني، في خطاب الأمة الذي ألقاه أمام البرلمان بغرفتيه المجتمعتين في 25 ديسمبر الماضي.
ومن الواضح أن رئيس الجمهورية، راض عن حصيلة العام المنقضي، والتي بلغ فيها العمل التنفيذي ما يرقى إلى مؤشرات جد إيجابية، خاصة في المجال الاقتصادي، والتي تعتبر قاعدة لتحقيق مكاسب أكبر في السنة الجديدة.
وفي تقريره الأخير، أشاد البنك العالمي، بنسبة النمو التي حققتها الجزائر في 2023، والتي قدرت بـ4,2٪، وبمقاومة الاقتصاد الجزائري للصدمات الخارجية، بشكل أبعده لمسافات إضافية عن اللجوء للاستدانة الخارجية.
وعليه، حديث الرئيس تبون عن إنجازات إضافية في السنة الجديد، ليس نابعا من أمانٍ وآمالٍ، وإنما انتظار لنتائج اقتصادية، تمت تهيئة جميع المتطلبات لتحقيقها، على غرار الأمن القانوني من خلال المنظومة التشريعية الجديدة المحفزة للاستثمار، والتي يتوقع أن تترجم في إطلاق عديد المشاريع من إجمالي الملفات الاستثمارية المسجلة على مستوى الوكالة الجزائرية لتطوير الاستثمار والمقدر عددها بـ4000 ملف، بقيمة مالية تناهز 12 مليار دولار.
على صعيد آخر، يتوقع أن تخطو المشاريع ذات الأولوية لرئيس الجمهورية، خطوات هامة، على غرار استغلال المناجم الكبرى كغارا جبيلات، وبلاد الحدبة (الفوسفات) ووادي أميزور (الزنك والرصاص)، والتي انطلقت عمليات الاستغلال بها، وينتظر أن تبدأ النتائج الملموسة بالظهور هذه السنة.
وفي السياق، ينتظر أن تدخل مصانع كبرى مرحلة الإنتاج بداية من هذه السنة، وعلى رأسها مصنع تحويل الخضر والفواكه (جوماغرو) بولاية جيجل والذي شرع، في نوفمبر الماضي، في عملية إنتاج زيت الزيتون، على أن تنطلق عمليات الإنتاج بالخطوط الأخرى خلال أيام قليلة.
وبذات الولاية، سيدخل مصنع كتامة فود، لاستخراج وسحق البذور الزيتية، حيز الخدمة في السداسي الثاني لسنة 2024، ويوفر 40٪ من الاحتياجات الوطنية في مادة زيت المائدة والأعلاف، والتصدير نحو الخارج. في وقت سبق للرئيس تبون وأعلن عن إمكانية إنتاج السكر الجزائري بداية من هذه السنة.
في المقابل، وفي مجال الزراعات الاستراتيجية، يعول على انطلاق السقي المحوري هذه السنة بأقصى طاقة، بالتزامن مع إعادة تشغيل جميع محطات المياه المستعملة، في رفع كمية الإنتاج في الهكتار الواحد، بعدما عرقل مشكل الجفاف، السنة الماضية، مسعى رفع الطاقة الإنتاجية الوطنية.
ومنحت الدولة هذا الموسم، البذور مجانا للفلاحين المتضررين من الجفاف، في خطوة تحفيزية من شأنها أن تنعكس بالإيجاب في مخازن الحبوب أثناء عملية الحصاد والدرس المقبلة. استكمال عمليات التنمية الشاملة سيمتد إلى رفع وتيرة إنجاز المشاريع اللوجستية، خاصة خطوط السكة الحديدية ومدها نحو الجنوب باتجاه أدرار وتمنراست، حيث ستقترب هذه السنة من ولاية المنيعة المعروفة بإنتاجها الفلاحي الوفير، من أجل إيصاله إلى مختلف مناطق الوطن.
وفي المجمل، تبدأ الجزائر 2024 بأريحية اقتصادية، بالنظر لحجم احتياطي الصرف المقدر بأكثر من 70 مليار دولار، وانتهت التدابير اللازمة لتوفير المواد الاستهلاكية تحسبا لشهر رمضان، فيما تعكف مصالح المالية على مكافحة التضخم من أجل حماية القدرة الشرائية.