تقدّم رائع حققه الصندوق الوطني للتقاعد في حقل الرّقمنة، فقد تمكن من تقديم الحلول لجميع مشاكل المتقاعدين دفعة واحدة، وحقق الأفضل حين خلّص منتسبيه من (التراكم) كل عام أمام مقرّه، من أجل إضافة «شهادات إثبات الحياة» إلى الملفات.. الأمر صار بسيطا، ويكفي استعمال تطبيق يتعرّف على ملامح الوجه لأخذ صورة، ويتم الأمر دون حاجة إلى «وثيقة» ولا «طريقة»..
ولقد تفوّق الصّندوق الوطني للتقاعد – في هذه النقطة بالذات – على كثير من (أقرانه) عبر العالم، حتى إن صندوق التقاعد بفرنسا – على سبيل المثال – وهو الممتلئ فخرا بما حقق في مجال الترقمن، مازال يكتفي بوثيقة رسميّة يرسلها عبر البريد الإلكتروني، ليطبعها المتقاعد، ثم يختمها بمصادقة البلدية، كي يعود ليصوّرها من جديد، ثم يرسلها إلى صندوقه، وهذا ما يراه الفرنسيون إنجازا غير مسبوق.. طبعاً.. هو بالنسبة إليهم «سبق»، لأنهم لم يجرّبوا بعد ما يغني عن «المصادقة» وتوابعها من الطباعة والتصوير والتنقل..
لا نقول هذا كي نلقي في الأذهان أننا (خير من النّاس)، مثلما لا نقصد مطلقا إلى الادّعاء بأننا (الأفضل)؛ فغاية ما يطمح إليه حديثنا، تقديم صورة مشرقة من واقعنا المعيش، هي – في ذاتها – شهادة حيّة على أن «الجزائري» قادر على التّحليق في سماوات الإبداع حين تتوفّر له الظروف، وهو قادر على تحقيق «الأفضل» حين تتاح له الفرص. وواضح أن الرؤية الفلسفيّة التي تتأسّس عليها الجزائر الجديدة، تستحثّ القرائح، وتستنفر الإبداع، وتمهّد أسباب النجاح لجميع الجزائريين، كي يقدّموا الإضافات المهمّة في جميع التّخصصات.. وهذا هو الإنجاز العظيم الذي نفخر به..
كل عام والجزائر بألف ألف خير..