تهاطلت برقيات طريفة جدا تناقلتها وكالات الأنباء العالمية، أفادت (فيما روى الراوي) أن الكيان الصهيوني أعلن، أمس، عن (فتح تحقيق)!! حول جندي صهيوني قيل إنه محلّ شكوك، بخصوص إقدامه على قتل فلسطيني أسير في قطاع غزة..
البرقيات المضحكة لم تتوقف عند هذا الحدّ، وإنما واصلت في صياغة الحبكة الكوميدية، كي تروي وقائع عن رصاص طائش (مسكين) أصاب ثلاثة فلسطينيين دون قصد، وقيل إن الكيان حريص على حماية المدنيين، بينما تمكنت المقاومة من القضاء على عدد مهول من الجنود الصهاينة.. والجميل أن البرقيات تحدثت بلغة واثقة، حتى إن من يقرأ قد يخيّل إليه أن المقاومة هي التي تحظى بالدعم الدولي، وتستعمل الطائرات، وتهاجم المسالمين في دورهم ومدارسهم..
والحق أننا توقعنا أن تواصل البرقيات في وصف الصهاينة، فتقول – على سبيل المثال – إنهم نثروا الرياحين من فوهات بنادقهم الآلية، وألقوا الورود من طائراتهم المسيّرة، ولكنها جاءت بأفضل من هذا، حين ذرفت الدّموع كي (تؤكد!!) أن المقاومة الفلسطينية هاجمت المدنيين، وقضت على ألف ومائة وأربعة عشر (هكذا بمنتهى الصفاقة)..
ونعترف لأذرع الصهيونية الإعلامية، أنها بارعة في صناعة الكوميديا. لكننا، من جانب آخر، نلمح في خلفية البرقيات، قلوب الصهاينة وهي تعتصر خوفا من أصوات الصالحين في العالم، وهم ينددون بجريمة الإبادة في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، ما يعني أن الدعوات إلى محاكمة الكيان الصهيوني بدأت تنجز وعودها، وأن الكيان الصهيوني لا يمكن أن يواصل العبث دون أن يجد من يردعه بقوة الحق، وعدالة القانون..
الحاصل أننا لا نشك مطلقا بأن كلمة الحق ستظل العليا، تماما مثلما لا نشك بأن الصمود الفلسطيني أقوى من جبروت الصهاينة..
ولا نامت أعين الجبناء..