خطاب يقصم الظّهر أطلقه طفل فلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي، أفاد أنّ الوضع تحت القصف الصهيوني بلغ بالمأساة جميع غاياتها، ولم يعد الفلسطينيّون يجدون لقمة عيش ولا حبّة دواء ولا حتى نسمة هدوء، ومع ذلك، تواصل منظمات حقوق الإنسان الصمت، ولا تستقبل «مناشدات» المظلومين إلاّ بأذن من طين وأخرى من عجين؛ لهذا – يقول الطّفل الفلسطيني – يجب مناشدة منظمات حقوق الحيوان كي تسارع إلى إنقاذ القطط والطيور وكل الحيوانات التي تنفق بالفسفور الأبيض، وكل ما تلقي به الطائرات على قطاع غزّة..
وسجّل الطّفل الفلسطيني أنّ الحيوانات التي تنجو من القصف، تنفق بالتأكيد جوعا وعطشا؛ ذلك أنّ البشر (الذين هم بشر) لا يجدون ما يتقوّتون به، فهل ستجد الحيوانات ما تسدّ به الرّمق؟ وعلى هذا – يواصل ابن الأحرار – ينبغي لمنظّمات الرفق بالحيوان عبر العالم، أن تسارع إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه..
هكذا صار الأطفال الفلسطينيّون يفكّرون، فقد أقنعهم العالم الذي يظل عاكفا على العبادة في محاريب «حقوق الإنسان»، أنّ «الحقوق» ليست سوى (كلام فارغ) يتردّد في الخطابات السياسية، وأنّ معنى «الإنسان» لا يشمل جميع البشر بالضّرورة، وإنما هو مصطلح مطاطي يمكن تفصيله على مقاس المصالح الصغيرة لما يسمى (الدّول العظمى)..فلم يبق سوى الحقوقيين المختصين بالدفاع عن حقوق الحيوان، عسى يهبّون للدفاع عنها، فقد دسّوا أنوفهم من قبل في شعائر المسلمين، وقالوا إنّ (الخراف) لديها حقوق ينبغي أن تحترم..
لقد عرف الطّفل الفلسطيني كيف يجعل من العالم «مسخرة»، وعرف كيف يبلّغ رسالته بمنتهى الأناقة، بل عرف كيف يضع المرآة أمام العالم كي يستمتع ببشاعة وجهه..
ولا نامت أعين الجبناء..