عرفت حظيرة السّكن الوطنية انتعاشا كبيرا بفضل الإنجازات الكبرى لمختلف البرامج التي أطلقتها الدولة، حتى إن «فكرة الإسكان» انتقلت من الانشغال بحديث «الأزمة» (وكان له أيام مشهودة)، إلى البحث عن أسباب الرّفاهية، وما يخدم الواقع الاجتماعي والاقتصادي..
وقد يكون واضحا أن ما تحقّق لقطاع السّكن، كان نتيجة طبيعيّة لخطّة عمل محكمة، جعلت أولوياتها «الحلّ النّهائي للأزمة» و»القضاء على الأحياء القصديريّة» و»تسوية مشاكل السّكن الهشّ»..كل هذا ضبطته آليات صارمة وضعت حدّا لـ»الغشّ» في التّوزيع، فلم تترك منفذا لـ (البن عمّيس) ولا (البن خاليس)..
اليوم..لم نعد نسمع كلاما عن «الأزمة» التي هيمنت في الزمن الصّعب، وفرضت نفسها حتى على الأعمال الأدبيّة والفنيّة، فالتّفكيرُ صار منشغلا بضمان راحة المواطن في محيطه السكني، والاهتمامُ صار منصبّا على الأبعاد الجمالية و»المعايير الهندسية للعمران»، ولم يعد هنالك سقف محدّد لعدد الغرف وفق الوضعيّة الاجتماعيّة، حتى إن الأعزب صار يحصل على (الآف كاتر)، بعد أن كان العائلُ يُحشَر في (الغرفة الواحدة)..
إنّ ما تحقّق لقطاع السّكن، هو ثمرة جهود منيرة تأسّست على الإخلاص في أداء الواجب، والإيمان الصادق بجزائر جديدة تجعل خدمة المواطن أولوية قصوى، ولا نشكّ مطلقا بأن أصحاب العوائل من المحشورين في (الضيق والخْنيق)، سيجدون الحلول المناسبة للمشاكل التي يواجهونها، وإن كانت أخفّ ممّا عانوه حين كانوا يرجون سقفا ولو من قصدير، بينما تنشغل البيروقراطية المقيتة بـ (ترضية) فلان و(التقرّب) من علاّن..
إنّ ثقتنا في الجزائر الجديدة تتجدّد ولا تتبدّد، ويكفينا منها أنّها جعلت أساسها المتين خدمة المواطن..