ستكون نهائيات الطبعة الـ34 لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2023 (المؤجلة إلى 2024) على موعد مع الاثارة بمواجهة ”القمة” التي ستجمع عمالقة القارة السمراء بين البلد المضيف كوت ديفوار ومنتخب نيجيريا من أجل ريادة المجموعة الأولى التي تضم كذلك منتخبي غينيا بيساو وغينيا الاستوائية اللذين يبقيان عازمين على تأكيد عودتهما إلى مستواهما ولعب حظوظهما كاملة من أجل المرور إلى الأدوار ثمن النهائية ثم التفكير في بقية المشوار.
ويخوض منتخب كوت ديفوار داخل قواعده، الطبعة 34 من كأس أمم افريقيا، بنية اعتلاء عرش القارة السمراء والابقاء على اللقب في الديار بعد أن غاب عن خزائنه منذ نسخة 2015 التي جرت بغينيا الاستوائية.
لكن لضمان هذا الهدف، سيتعين على ”المنتخب الايفواري” تحقيق انطلاقة موفقة في الموعد بمناسبة اجراء جولة الافتتاح يوم 13 جانفي أمام غينيا بيساو بالملعب الأولمبي “ألاسانا واتارا بإيبمبي”، كبداية قبل المواجهة النارية التي سيكون مقبلا عليها أمام نيجيريا في الجولة الثانية من المجموعة التصفوية الاولى.
ورغم أن مهمة ”الفيلة” تبقى صعبة ومعقدة بوجود كبار المنتخبات الافريقية المتعودة على خوض الأدوار الأولى، إلا أنهم يعولون على تجاوز كل العقبات وتحقيق اللقب الذي طال انتظاره والذي من أجله حشدوا خيرة العناصر الدولية ومعولين أيضا على جماهيرهم الغفيرة التي ستتوافد على الملعب.
ومعلوم أن الموعد القاري، سيكون بمثابة ”عبء ثقيل” على المدرب جون لويس غاسيت، باعتبار أن الشعب الايفواري يطمح طرز النجمة الثالثة على قميص ”الفيلة”.
وكان رئيس الاتحادية الايفوارية لكرة القدم، إدريس ديالو وأعضاء مكتبه الفدرالي، قد سطروا ” المربع الذهبي” كهدف للمنتخب خلال الموعد القاري. وقال إدريس ديالو في ذلك: ”التتويج داخل الديار يبقى أمرا في غاية الصعوبة. منتخبنا الوطني يحتل المرتبة الثامنة افريقيا وهذا يعني أن سبعة فرق أفضل منا نسبيا. نعم لقد سطرنا هدفنا وغايتنا هي الوصول للدور نصف النهائي على الاقل وإذا سمحت لنا الفرصة لبلوغ هذا الدور، فلما لا نطمح في بلوغ النهائي وفتح باب واسع للتتويج باللقب”.
ولعل الجولة الثانية للمجموعة الثانية، التي يلتقي فيها العملاقين (كوت ديفوار ونيجيريا)، ستكون بمثابة قمة المجموعة يوم ال18 من شهر جانفي وهو اللقاء الذي يحدد خلاله المتأهل الاول من المجموعة إلى الدور الثاني.
نيجيريا: العودة إلى التتويجات القارية
و بعد أن غابت عنه التتويجات والأفراح، سيكون المنتخب النيجيري أمام فرصة جديدة لخطف لقبه القاري الرابع، بعد ألقابه الثلاثة الاولى سنوات (1980، 1994 و2013).وفي كوت ديفوار، سيضحى المنتخب من ابرز المرشحين لبلوغ النهائي، لاسيما وأن التشكيلة تضم ”أرمادة” من النجوم في الخط الأمامي، على غرار فيكتور بونيفاس، تيريم موفي أو حتى فيكتور أوسيمين، هداف تصفيات كان 2023 والمتوج بجائزة الكاف لأحسن لاعب في القارة السمراء سنة 2023.
وعن الطبعة الـ34 لكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، قال أوسيمين: ” يضم منتخبنا الوطني العديد من النجوم. أظن بأننا سنقدم مردودا جيدا خلال المنافسة القارية والتتويج باللقب. كل المنتخبات الافريقية أضحت قوية وتعمل بجد وهذا ما سيدفعنا لتقديم 200% من مستوانا وقدراتنا. علينا أن نواصل في الطريق الصحيح مهما كانت الظروف”.
وستكون طبعة 2023، فرصة لمنتخب نيجيريا ومدربه البرتغالي خوسي بيسيرو، لنسيان اخفاق طبعة 2021 (الكاميرون)، التي شهدت الاقصاء في الدور الثاني، رغم مشوار دون خطأ في دور المجموعات.
غينيا الاستوائية: إعادة سيناريو 2015
بدوره، سيخوض منتخب غينيا الاستوائية نهائيات كأس أمم افريقيا، بنية ”تكرار سيناريو” مشاركاته التاريخية لاسيما في طبعة سنة 2015 حيث حقق المرتبة الرابعة، بينما بلغ الدور ربع النهائي في مناسبتين 2012 و2021.
ومعلوم أن تكرار ما تم تحقيقه في ثلاث مشاركات فقط، يبقى بالأمر الصعب بتواجد منتخبات مثل كوت ديفوار ونيجيريا في ذات المجموعة، إلا أن تشكيلة المدرب خوان ميشا أوبيانغ سترمي بكل ثقلها داخل المستطيل الأخضر من أجل مواصلة الحلم القاري.
وكان منتخب غينيا الاستوائية قد قدم مشوارا إيجابيا خلال التصفيات حيث نال المرتبة الثانية (13 نقطة) في المجموعة السابعة، خلف المنتخب التونسي، رائد المجموعة بفارق الأهداف فقط (13 نقطة). وقطعت تشكيلة المدرب خوان ميشا أوبيانغ تأشيرة كان2023، بفضل أربعة انتصارات، مقابل تعادل وخسارة في مجموعة ضمت أيضا منتخبي بوتسوانا وليبيا.
غينيا بيساوو وحلم اجتياز الدور الاول
وإذا كانت عديد المنتخبات تطمح في الوصول إلى المربع الذهبي للموعد القاري، فإن منتخب غينيا بيساوو سيعمل جاهدا من أجل تجاوز عقبة الدور الأول التي فشل فيها خلال مشاركاته الثلاثة في طبعات 2017، 2019 و2021.
والأكيد أن مدرب غينيا على علم جيدا أن مزاحمة الكبار في أكبر موقد قاري، ليست ”بالمهمة المستحيلة” لمنتخب حقق المرتبة الثانية خلف نيجيريا خلال التصفيات. بل أكثر من ذلك، فإن صغير المنتخبات حقق مفاجئة مدوية عندما أطاح بالمنتخب النيجيري داخل قواعده (0-1) يوم 24 مارس 2023.
وبرصيد ثلاثة انتصارات، تعادل وخسارة، فإن منتخب غينيا بيساوو قد سجل أفضل مشاركة له في التصفيات وسيعمل من أجل تأكيد تلك النتائج.
من جهة أخرى، ستعرف التشكيلة غياب اللاعب أليكسنر ماندي (نادي كان) رغم مردوده الطيب في القسم الثاني بالبطولة الفرنسية، وأيضا بعض الأسماء الاخرى، على غرار، بيكيتي، جورجينيو أو حتى سيلتون بيايي، الدولي البرتغالي السابق لفئة أقل من 21 سنة، الذي لم يتم استدعائه.
وسيلاقي منتخب غينيا بيساو في جولة الافتتاح، البلد المضيف (13 جانفي )، قبل مواجهة غينيا الاستوائية (18 جانفي ) ثم نيجيريا (22 جانفي).