اليوم.. تدخل «السّوق» امتحانا جديدا (مصيريا) كي تقدّم مؤشراتها عن مدى «استيعاب» ممارسي التّجارة لمختلف الدروس التي تلقّوها منذ بداية تطبيق القانون المتعلق بمكافحة المضاربة غير الشّرعية.. وإذا كنا نتوقع النجاح للجميع، فإننا لا نستبعد أن يكون هناك ممارسون (حتى لا نقول تجّارا)، لا يزالون يعتقدون أن الحال (سايبة)، يفكرون في (استغلال) ليلة الاحتفال بـ»راس العام» – كما جرت العادة مع الأعياد – كي يرهقوا المغبونين من النّاس بالمزايدة في الأسعار، والمبالغة في الاحتكار..
ولا نشكّ مطلقا، أن النّجاح في متناول الجميع، فالدّروس رسّختها القوانين، وتناقلتها وسائل الإعلام، وطبّقتها مصالح الأمن، وقامت بواجباتها المحاكم، فلم يبق غير قواعد بسيطة جدا يلتزم بها ممارس التّجارة، حتى يكون تاجرا محترما، لا يرضخ لتلك الرغبة العارمة في الرفاه السريع على حساب الناس، ولا يتلاعب بمقدّراتهم، ولا يحتكر عليهم سلعهم، فيفيد ويستفيد، وينفع ويستنفع، ويسهم في استعادة الرّشد إلى السوق، بعيدا عن الممارسات الدّنية التي أفسدت على الناس معيشتهم..
نذكر أن تجّار زمان، كانوا يستغلّون الأعياد كي ينشروا البهجة في قلوب زبائنهم، فيشدوا من أزر صاحب الحاجة، ويحرصون على أن تكون الأسعار في متناول الجميع، فالتجار (الحقانيون) لم يكونوا يتقبّلون أن يخلوَ بيت من مظاهر الفرح، رغم أنهم لم يكونوا خاضعين لقانون يكبح المضاربة، ولا محتاجين لرقابة تكفّ أذى الاحتكار؛ ذلك أن الأمر كان متعلقا بتراتبية قيم راسخة في القلوب، وأخلاق عالية هي سمة النفوس.. كانوا تجارا يدركون أن (الرّزق على ربي)، فجعلوا شعارهم.. (اللي يربح.. العام اطْويل)..
وكل عام والجزائريون بألف ألف خير..