حقّق الدّفع الرقمي خطوات جبّارة، منذ أول (زهوة) تحقّقت بفضل “سيال” و”سونالغاز”، ثم تواترت الإنجازات، والتحقت كثير من المؤسّسات (عمومية وخاصة)، فصار الواحد من الناس لا يكاد يستعمل النقود (الحقانية) إلا عند توزيع مصروف الصباح على العيال، أو ساعة الوقوع بين يدي (باركينغور) مخضرم.. أو عند الخضارين، وهؤلاء يمكن القفز عليهم، لولا أن خضر المساحات الكبرى (مصابة) بنوع من «الغلاء» ينبغي تجنّبه..
ونعترف أنّ وكالة «عدل» حقّقت إنجازا يستحق التنويه في مجال الدّفع الرّقمي، فلم يعد المستأجر مضطرا لانتظار الفاتورة، وإنما يستخرجها وقت إصدارها بمجرد تسجيل رقمه على الموقع، ليتم دفع مستحقاتها بسهولة تامة، وهو ما تحقّق لـ “سيال” و”سونالغاز” منذ أمد بعيد جدّا، ناهيك عن الإنجاز الرّائع الذي تحقّق لـ «صندوق التّقاعد»، وهو يعفي المنتسبين إليه من (التراكم) في طوابير طويلة من أجل (إثبات الوجود)، منذ صار التطبيق يتعرّف على ملامح الوجه، ويتحقق من (وجود) المنتسب.
نقول هذا عرفانا بالجهود المنيرة المبذولة في تشجيع استعمال بطاقات الدّفع الرّقمي، ولكن التطوير يبقى مطلوبا دائما، ومن ذلك أنّ تطبيقات البنوك لا تقدّم حسابات مستعمليها في الوقت، وكل تغيير في الحساب يقتضي يومين على الأقل، حتى يسجّله التطبيق، وهذا يوقع صاحب البطاقة في حرج، سواء من ناحية متابعة مصاريفه الخاصة، أو من ناحية معرفة ما يمكن صرفه. هناك أيضا مشكلة (عويصة) ما تزال مطروحة على محطات «نفطال»، فقد جرت العادة أن يتذرع باعة الوقود بـ (نقص أنترنيت)، مع أن أنترنيت بالجزائر نفاثة السّرعة..
إنّ تعميم الدّفع الرقمي على الجميع ضرورة حيوية، ولم يبق – في اعتقادنا – سوى إقناع المتردّدين بأنّ زمن (مصروفي في تَزْدَامِي) قد انتهى.