تحدث باحثون، عن سمات قيادية للفقيد محمد بلوزداد، المدعو سي مسعود، مهندس الكفاح المسلح، في ندوة تاريخية اليوم الأحد بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، بالأبيار.
أجمعت شهادات متدخلين، في الذكرى الـ72 لوفاة محمد بلوزداد، على ان هذا البطل الثوري كان نموذجا للشباب الجزائري في التضحية والنضال من أجل حرية واستقلال الجزائر، أدى دورا كبيرا في التجنيد للكفاح المسلح، وانه رغم صغر سنه، ترك بصمة في تاريخ الجزائر الثوري.
في هذا الصدد، قال البروفيسور إلياس نايت قاسي، إن محمد بلوزداد كان مدرسة نوعية في النضال كغيره من رموز ثورتنا الذين صنعوا تاريخ الجزائر، ويستحقون أن نقف وقفة إجلال واحترام لهم.
وأضاف نايت قاسي أن تاريخ الجزائر حافل بالقادة الكبار، وأن بلادنا عرفت شخصيات عظام في تاريخها، وان المرأة الجزائرية كانت ولودة لمثل هذه الشخصيات عبر العصور.
من جهته، تطرق الدكتور مصطفى سعداوي، أستاذ محاضر بجامعة البويرة، إلى إنجازات محمد بلوزداد، والعوامل التي ساهمت في تكوين شخصيته القيادية، وعرج في مداخلته على التأصيل والمفهوم التاريخي للقائد.
في هذا الصدد، تكلم المحاضر عن نظريات تفسر كيف يكون القائد، منها نظرية القيادة الموقفية اي المواقف والظروف المساعدة في صناعة القائد وتبلور شخصيته، ونظرية سمات القيادة، التي تتجلى في سمات إدراكية، بعضها يولد معه وبعضها تكتسب.
وعن محمد بلوزداد، قال سعداوي إلتفت حوله ثلاثة عبقريات هي: عبقرية الزمان والمكان والإنسان. الأولى، هي تاريخ ميلاده في 3 نوفمبر 1923، وتشكل وعيه في فترة متميزة أثناء الحرب العالمية الثانية، كغيره من قادة الحركة الوطنية، حيث كان عمره 16 سنة وعندما انتهت الحرب أصبح عمره 22 سنة.
وأشار الدكتور سعداوي إلى أن هذا الجيل خاصٌ، تأثر بالحرب العالمية الثانية، التي شهدت تصاعد النضال والآمال في الإستقلال، ورأى هزيمة فرنسا أمام ألمانيا، وبذلك سقوط أسطورة فرنسا التي لا تقهر، وصدمة الجزائريين عندما لم توف دول الحلفاء، وخاصة فرنسا، بوعودها في منح حق تقرير المصير للجزائريين، بل واجهت مطلبهم ببحر من الدماء والدموع في مجازر 8 ماي 1945، والتي كانت صدمة.
وأضاف المحاضر أن عبقرية المكان تكمن في أن بلوزداد، ولد في حي بلكور، الشعبي الذي له خصوصية اجتماعية، احتضن كوادر الحركة الوطنية.
في حين عبقرية الإنسان تكمن في شخصية بلوزداد المتشبعة بالقيم الدينية وتعاليم دين الإسلام السمحة مثلما لقنه والده، وكان متفوقا في دراسته وشغوفا بالقراءة وملمٌ بتاريخ الجزائر، وكان ذكيا.
وبحسب شهادة المجاهد المرحوم حسين أيت أحمد، فإن محمد بلوزداد، كان قليل الكلام، لكنه ذي ثقافة واسعة، 6 سنوات من النضال قدم إنجازات، وله دور في وضع إستراتيجية إنشاء المنطقة المحررة والتسليح.
وأكد سعداوي أن محمد بلوزداد كان وراء جلب السلاح من الصحراء، الذي استعمل في اول نوفمبر 1954، بحوالي 300 قطعة خزنت في الأوراس، وكان أول مسؤول للمنظمة الخاصة.