مستثمرا في القوة البدنية والذهنية التي أبان عنها، أمس السبت، نجح المنتخب الوطني لكرة القدم من العودة من بعيد في المقابلة التي جمعته ببوركينافاسو (2-2)، بعد انتزاعه لنقطة تعادل ثمينة، أبقى بها على حظوظه قائمة في سباق التأهل إلى ثمن نهائي “كان” 2023، في انتظار اللقاء الاخير الحاسم المنتظر يوم الثلاثاء ضد منتخب موريتانيا ببواكي.
المنتخب الجزائري الذي كان مجبرا على التدارك بعد تعثره يوم الاثنين المنصرم في المقابلة الاولى امام أنغولا (1-1)، وجد صعوبة كبيرة في تجاوز عقبة تشكيلة بوركينا فاسو قوية اسالت له العرق البارد في ظروف مناخية صعبة للغاية.
وبعد تأخره مرتين في المباراة, ابانت العناصر الوطنية عن قوة شخصيتها وحالة ذهنية رائعة, مكنتها من انتزاع هدف التعادل الثمين في الوقت الإضافي بفضل المهاجم بونجاح الذي لم يدخر اي جهد للعودة بالمنتخب الى السباق.
وعلى الرغم من ان اداء “الخضر” لم يرق الى ذلك المستوى المرغوب والمطلوب، الا ان المنتخب الوطني نجح في تجنب هزيمة كانت عواقبها ستكون وخيمة على مسعاه لتحقيق هدف التأهل الى ثمن النهائي.
وعقب نهائية المقابلة, صرح عيسى ماندي في المنطقة المختلطة قائلا: ” نحن ما زلنا على قيد الحياة (…) عدنا بعد استراحة ما بين الشوطين بمزيد من الإصرار, وهو ما يثبت ان قوة شخصية المجموعة هي التي صنعت الفارق (…) حقيقة نحن نشعر بخيبة لأننا كنا نهدف إلى تحقيق الفوز, سنرتاح ثم نعد العدة جيدا للمباراة الحاسمة ضد موريتانيا”.
وعلى المستوى التكتيكي, غير المدرب الوطني جمال بلماضي خطته في الشوط الثاني, من خلال اشراك الورقة الرابحة, محمد الامين عمورة, وهو التغيير الذي أتى بثماره من خلال تمكن المنتخب من العودة في النتيجة مرتين.
وعن هذه النتيجة, قال الناخب الوطني جمال بلماضي عقب اللقاء : ” لقد أثبتنا أن لدينا المؤهلات اللازمة للعودة في النتيجة, وحتى عندما كانت متعادلة (2-2) كنت أرغب في الفوز (…) لدي لاعبين يتمتعون بذهنية رائعة (…) سنواصل المشوار بالعمل مع كل المجموعة وليس مع عناصر بعينها. لقد ارتحت فعلا لمردود المجموعة بعد دخول عمورة وأوناس”.
من نيجيريا الى بوركينا فاسو
وعن الجانب السلبي والمخيب في هذه المقابلة, قال بلماضي ” تلقى المنتخب الوطني لضربة جزاء ثانية على التوالي, بعد الاولى أمام المنتخب الأنغولي في المباراة الافتتاحية للمجموعة الرابعة, بات أمرا مقلقا. ومع ولوج تقنية (الفار أو الفيديو المساعد), يتعين على اللاعبين التحلي بالتركيز و توخي الحذر وتجنب هذا النوع من الأخطاء التي يمكن أن تغير مجرى المباراة”.
وكان بإمكان ان تنصف تقنية (حكم الفيديو المساعد) المنتخب الوطني باعتبار ان المواجهة شهدت ثلاث حالات مثيرة للجدل. ” كان يفترض ان نحصل في واحدة منها على الاقل على ضربة جزاء, الامر الذي دفع بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم الى تقديم شكوى رسمية إلى الكونفدرالية الأفريقية بخصوص مردود الحكام بقيادة الجنوب إفريقي توم أبونغيلي, بينما كان الغابوني بيير غيسلان أتشو مسؤولا عن تقنية الفار”.
وعلى صعيد الإحصائيات, تمكن المنتخب الجزائري من تسجيل هدفين في مباراة واحدة في المرحلة النهائية لكأس إفريقيا للمرة الأولى له منذ مباراة نصف نهائي طبعة سنة 2019 بالقاهرة أمام نيجيريا (2-1), باعتبار ان المنتخب الوطني كان قد اكتفة في الدورة السابقة بالكاميرون (2021) بتسجيل هدف واحد في ثلاث مباريات.
وفي مواجهة بوركينا فاسو, سجل “الخضر” خامس مقابلة لهم في البطولة الافريقية دون تحقيق اي فوز, حيث عرفت مشاركتهم في كأس إفريقيا لسنة 2021, تعثرهم أمام سيراليون (0-0) قبل أن الهزيمة أمام كل من غينيا الاستوائية (0-1) وكوت ديفوار ب (1-3).
ويعود آخر فوز للمنتخب الجزائري في نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم إلى تاريخ 19 يوليو 2019 بالقاهرة, بمناسبة النهائي أمام السنغال (1-0).
وبرصيد نقطتين فقط وبفارق نقطتين عن المتصدرين, أنغولا وبوركينا فاسو (4 نقاط لكل منهما), سيكون المنتخب الوطني الجزائري مجبرا على تحقيق الانتصار يوم الثلاثاء امام موريتانيا من اجل التأهل للدور المقبل.
وبعد ان اصبح قريب جدا من باب مغادرة الدورة بعد تلقيه لهزيمتين, يعتزم الموريتاني خلق صعوبات للمنتخب الجزائري في المقابلة الاخيرة للدور الاول, مثل ما أشار له بوضوح المدرب الفرنسي-القمري لمنتخب موريتانيا, أمير عبده الذي لم يتوان في القول: ” لسنا هنا لتوزيع النقاط على الجزائر(…) سنستعد للمباراة من اجل تحقيق نتيجة جيدة (…) أنا أحترم كثيرا المنتخب الجزائري لأنه منتخب قوي للغاية, وهذا الامر يجعلنا حريصين على تقديم مردود جيد امامه”.
ويتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني إلى الدور ثمن النهائي إلى جانب أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث في مجموعاتها من ضمن المجموعات الست لهذه النسخة من كأس إفريقيا-2023.