يواجه سكان غزة منذ بداية العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي، كارثة صحية نتيجة تفشي عدد كبير من الأمراض المعدية والتنفسية والجلدية التي أصبحت تفتك بمن تبقى من سكان القطاع على قيد الحياة.
يعاني أهالي جنوب قطاع غزة، خاصة النازحين منهم، من انتشار واسع لعدد كبير من الأمراض باختلاف أنواعها كالالتهاب الرئوي والكبدي، الحصبة، والتهاب السحايا والتهاب الدماغ، الأنفلونزا والتقرحات الجلدية، كما عادت أوبئة أخرى إلى الظهور بعدما اختفت منذ سنوات من بينها الكوليرا والحمى الشوكية، نتيجة انعدام أبسط ظروف الحياة من مياه وصرف صحي وغذاء ملائم، وتحلل كبير للجثث التي لم تتمكن فرق الإنقاذ من إخراجها من ركام البيوت.
وأدت آلة الموت والدمار التي يقودها الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من مائة يوم بقطاع غزة، إلى استهداف مباشر للبنى التحتية والمنظومة الصحية من خلال قصف المستشفيات والمراكز الصحية وقتل الأطباء والطواقم الطبية، ومنع دخول الأدوية والمعدات الطبية، وهو ما ساهم بشكل كبير جدا في تفشي الأمراض التي أصبحت هي الأخرى قنابل لا تقصف بل تنهش أجساد سكان غزة.
وفي هذا السياق، أوضح المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اسماعيل الثوابتة، في حديث لـ “واج”، أن “400 ألف مواطن أصيب بأمراض معدية نتيجة النزوح والتهجير القسري و اكتظاظ مراكز الإيواء، وتم تسجيل 8000 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي الفيروسي من نوع “أ” وهو من أخطر الأمراض و أشدها فتكا بالصحة العامة”.
وتم تسجيل “180 ألف مصاب بالتهاب الجهاز التنفسي، و 35 ألف مصاب بعدوى القمل، و 250 ألف بمرض النكاف، و 26 ألف مصاب بالجدري”.
وكشف أن المكتب سجل أيضا “60 ألف امرأة حامل تعاني من أمراض ومضاعفات نتيجة لانعدام المياه الصالحة للشرب والتغذية الصحية وعدم توفر الأدوية والفيتامينات الخاصة بهم”، مضيفا أنه تم تسجيل عدة حالات ولادة مبكرة و إجهاض نتيجة القصف والتهجير القسري.
وأشار إلى أنه في ظل هذا الانتشار الواسع للأوبئة، “تقف مختبرات المستشفيات عاجزة عن إجراء الفحص المخبري للدم لكشف الأمراض، وهذا بسبب قصف بعضها وخروجها عن الخدمة، وتوقف البعض الآخر نتيجة عدم توفر الأدوية والمعدات اللازمة لذلك”.
وأوضح أنه إضافة إلى الأمراض التي نجمت عن الظروف الصعبة التي يعيشها سكان القطاع، يعاني الأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة في القطاع -والبالغ عددهم 350 ألف- من مضاعفات خطيرة بسبب تعرضهم للعدوى بأمراض فيروسية ومعدية وكذا بسبب عدم توفر الأدوية.
وأضاف أن العدوان الذي يشنه الاحتلال الصهيوني “خلف استشهاد 337 من الطواقم الطبية، و اعتقال 99 شخصا من الكوادر الصحية، كما أخرج 30 مستشفى و 53 مركزا صحيا عن الخدمة، و استهدف 150 مؤسسة صحية بشكل جزئي، و دمر 122 سيارة إسعاف”.
وطالب الثوابتة بإدخال جميع أنواع المعدات الطبية والعلاجات والأدوية واللقاحات والتطعيمات المتعلقة بالأطفال إلى غزة، مبرزا أن عدم توفر هذه الأخيرة “سيكون له انعكاسات كارثية على صحتهم وسيساعد على انتشار الأمراض والأوبئة خاصة في مراكز الإيواء التي تضم عشرات آلاف النازحين”.
وحمل ذات المتحدث كل المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، “المسؤولية الكاملة عن عدم إدخال المعدات الطبية والأدوية واللقاحات والتطعيمات اللازمة لسكان غزة”، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تتوفر فيه هذه الأخيرة و”بشكل مجاني أو بأسعار زهيدة في عدة دول من العالم، يحرم منها قطاع غزة و يعمل الاحتلال على منع دخولها أو تدميرها و استهدافها”.