أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، بعد ظهر اليوم الثلاثاء بولاية تبسة، على عملية دفن رفات 49 شهيدا ببلدية ثليجان تم العثور عليها واستخراجها مطلع السنة الجارية من مناطق متفرقة بذات الجماعة المحلية.
وجرت عملية الدفن في أجواء مهيبة بروضة الشهداء بذات البلدية بحضور السلطات المدنية والعسكرية وممثلين عن الأسرة الثورية بتبسة وجمع غفير من المواطنين، حيث تم العثور على هذه الرفات في مناطق الحرشة والقرعة و تازبورت التابعة إقليميا لبلدية ثليجان. وتشير دراسات تاريخية وشهادات حية لعديد المجاهدين إلى أن أولئك الشهداء قد سقطوا في ميدان الشرف بين سنتي 1955 و1957.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أفاد الوزير بأن “هذه المناسبة فرصة للوقوف وقفة إجلال و إكبار لشهداء هذه الأرض المباركة المزكاة بدمائهم”، قائلا “إنها تنبع من الوفاء العميق لرسالة الشهداء والالتزام الأعمق بالمرجعية النوفمبرية وهذا ما يعكف عليه المخلصون ونسهر من أجله ونسير وفقه ونخلص له ما في وسعنا من أجل تدعيم الأفق العام الذي تسطره توصيات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي جعل من تجديد الصرح الوطني من أسمى معاني الوفاء لرسالة الشهداء الأبرار وقيم المجاهدين الأخيار”.
وأضاف السيد ربيقة بأن “ولاية تبسة مهد الثورة والثوار لا تزال تروي أعظم المشاهد في شجاعة أبنائها حيث خطت بدماء أبنائها أنبل الصفحات في تاريخ ثورتنا المجيدة”، مفيدا بالقول “إن هذه الرفات الطاهرة ينبغي أن نجد فيها اليوم وغدا أعظم الذكريات وأجل الاعتبارات و أقدس الرسائل والأمانات لأنها الدليل الأبدي على تفاني الشهداء في التضحية والفداء، وأقل واجب أن نكرم رفاتهم حفاظا على الرسالة الخالدة”.
و واصل الوزير بأن هذه الرفات الطاهرة تعد بمثابة “معالم نورانية للذاكرة ومنارات قدسية نستلهم منها كيف عبرت جزائرنا من ظلام الاستعمار إلى فجر الاستقلال متخذة جسرا ميمونا هو أرواح شهدائنا الأبرار”.
قبل ذلك، كرم السيد ربيقة عددا من المجاهدين وأبناء الشهداء بذات البلدية قبل أن يشرف على تسمية العيادة متعددة الخدمات ببلدية الشريعة باسم الشهيد جداي محمد بن عبد الله.