نظمت الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين، اليوم السبت بفندق سوفيتال، ملتقى مهم بعنوان ” تمويل مخططات الوقاية والتكفل بداء السكري في الجزائر، تحديات وأفاق”، بحضور أطباء، صيادلة وباحثين استشفائيين.
تطرق خبراء الصحة وصيادلة إلى موضوع التكلفة الباهظة للتكفل بداء السكري، الذي يعد مشكل كبير للصحة العمومية وظاهرة عالمية، تشتكي منه كل الدول ليس في الجزائر فقط، وأيضا التمويل والتخطيط لمكافحة داء السكري في الجزائر.
في هذا الصدد، أوضح معاذ تياينت، رئيس الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين، في تصريح لـ “الشعب أونلاين”، أن هذا الملتقى يأتي ضمن الطبعة الرابعة لملتقيات الوقاية من داء السكري، الذي تنظمها الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين منذ 2023، لدراسة هذه المسألة بهدف التعريف بتكاليف داء السكري ومحاولة تسقيف نفقات التكفل بهذا الداء.
وأكد تباينت، أن كل الدول تشكو ارتفاعا متزايدا في ميزانية التكفل بهذا الداء، ولهذا وجب على مهني الصحة التخطيط لترشيد نفقات العلاج، وقال: ” ما نفتقده في الجزائر هو مخططات 360 درجة، التي تبدأ بالفحص المبكر والكشف المبكر والكشف عن المرض وأعراضه مسبقا ثم التكفل الدوائي ثم الخدمات الصحية مع التكفل الدوائي”.
وأشار رئيس الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين، إلى أنه ما يزال مهنيو الصحة يركزون على التكفل الدوائي، لأنه يعتمد على ميزانيات كبيرة، وشدد على ضرورة اعتماد كل توصيات المنظمة العالمية للصحة والتي جعلت من الوقاية والفحوصات الأولية هي الهدف، الذي يمكن تحقيقيه لتخفيض تكلفة التكفل بالأمراض.
وقال: ” صعب جدا ان نترك تزايد عدد مرضى السكري يتماشى مع تزايد عدد السكان، لأننا سنصل إلى ما لا نهاية من النفقات، ولهذا لابد من الحد من هذه الظاهرة المكلفة جدا”.
في المقابل، أكد تابينت على دور الصيدلي في مرافقة المريض، لأنه يكون دائما حاضرا بدون أي موعد يعرف مريضه ويمكنه من وضع برنامج لمكافحة مضاعفات السكري، ويمكنه المساعدة في التشخيص المبكر، والتربية العلاجية، وقال: “نقوم بتوعية الصيدلي بإضافة بعض الخدمات التي تفيد المريض، هناك برمجيات لمتابعة حالة المريض، ينبغي استخدامها للتكفل الأحسن بمرضى السكري”.
وأبرز أيضا دور الصيدلي في اتخاذ القرار وتمويل الأدوية الضرورية خاصة لمرضى السكري وتقديم رؤية علاجية ترتكز على ترشيد النفقات في العلاج.
وتطرقت البروفيسور هادية منصوري، مديرة على مستوى المديرية العامة للصيدلية، إلى برنامج الميزانية والوصول إلى تكنولوجيات الصحة في الجزائر، بهدف ترشيد نفقات علاج داء السكري.
وأكدت على ضرورة أن يعتمد تخصيص الموارد في الوقت المناسب على الفريق والكفاءة، التقليل من التكاليف، وتحسين الموارد، وصول أفضل للمرضى، و إدارة أفضل للمخزون.
من جهته، استعرض البروفيسور كمال منصوري، دراسة قام بها رفقة مجموعة من الباحثين والطلبة بكلية الصيدلة جامعة الجزائر1، بعنوان ” تقدير تكلفة مضاعفات مرض السكري”، وأشار إلى أن تقديرات تكاليف علاج السكري بلغت 966 مليار دولار أمريكي في العالم سنة 2021.