قدمت دراسة طبية حديثة، أجريت في كلية الطب جامعة “واشنطن”، أدلة قوية على أن فيروس “الهربس” قد يكون سببا لمرض ألزهايمر، ما يعني أن الأدوية المضادة للفيروسات، والتي تكون آمنة بشكل عام، يمكن أن تعالج المرض، وقال الباحثون إنه قد يستطيعون لقاح للحماية والوقاية في المستقبل.
يعيش أكثر من 30 مليون شخص حول العالم مع مرض ألزهايمر، وهو أكثر أنواع الخرف شيوعا، ولا يوجد علاج له حتى الآن، والعلاجات تساعد فقط في علاج الأعراض.
أما فيروس “الهربس” البسيط من النوع 1، معروف في الغالب بالتسبب في التقرحات التي تسببها نزلات البرد حول الفم والأنف.. يصيب الفيروس معظم الأشخاص في الصغر ليظل كامنا في الجهاز العصبي المحيطي وكل أجزاء الجسم، ماعدا الدماغ والحبل الشوكي، ويمكن للإجهاد أن ينشط الفيروس، ما يؤدي إلى القروح لبعض الأشخاص.
وتوصلت الدراسة الحالية إلى أن فيروس “الهربس” البسيط 1، قد يتواجد في أدمغة العديد من كبار السن.. كما وجد أنه عامل خطر قوى لمرض ألزهايمر، خاصة بين الأشخاص الذين لديهم جين معين يطلق عليه اسم “أبو 4”..
بحسب الباحثين، يبدو أن الفيروس يمكن أن ينشط في الدماغ، ربما أكثر من مرة، ما يتسبب في تلف بمرور الوقت.. يعد خطر الإصابة بألزهايمر أعلى 12 مرة لدى بين الأشخاص الذين لديهم فيروس “الهربس البسيط 1” في أدمغتهم بالإضافة إلى جين “أبو 4″، مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من أي منهما.
ويعتقد الباحثون أن فيروس الهربس البسيط 1 يلعب دورًا كبيرًا في مرض ألزهايمر.. ومع تقدم الأشخاص في العمر، يضعف جهازهم المناعي، ما يسمح للفيروس بدخول الدماغ، لصبح عدوى نائمة.. كما يمكن أن يؤدي الإجهاد وضعف جهاز المناعة والالتهابات التي تسببها عدوى أخرى إلى إعادة تنشيط الفيروس. يمكن أن تؤدي إعادة التنشيط هذه إلى إتلاف الخلايا المصابة بشكل مباشر وتسبب الالتهاب.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الجين “أبو 4″، يمكن أن يؤدي هذا التنشيط المتكرر إلى مرض ألزهايمر، ربما بسبب المنتجات الأكثر سمية.. تشير البيانات إلى أن الأدوية المضادة للفيروسات، التي تمنع فيروسات جديدة، يمكن استخدامها لعلاج ألزهايمر.