بدأت فكرة «منتدى الكتاب» تؤتي ثمراتها، فقد عرفت كيف تتحوّل إلى مواعيد قارّة عبر جميع الولايات، وهذه خطوة جبّارة أولى تتحقّق على مسار إقحام «الكتاب» في صلب العملية الاقتصادية، ينبغي الحفاظ على ديمومتها، والحرص على «تطعيم» مناقشاتها بشيء من «الحيوية» و»القوة».. والإبهار.. في حدود ما ينفع طبعا..
ونعترف أننا لاحظنا نقصا فادحا على مستوى المرافقة الإعلامية لـ»منتدى الكتاب». فقد تعوّدت وسائل الإعلام عندنا على وضع «الثقافي» في كفّة (الكمّ المهمل)، حتى إن تلفزيوناتنا الوطنية تتكرّم بتخصيص مساحات لـ»الثقافة»، ولكنها تصرّ على إهمال «الخبر»، وتراهن على (ندوات النقاش) التي لا يمكن أن تحظى بـ»أوقات الذّروة»، فهي تتراكم جميعا قريبا من منتصف الليل، أو بعده؛ لهذا، يراهن «منتدى الكتاب» حاليا على «منصات التواصل الاجتماعي» وحدها، وهذه لديها مقتضيات لا تستجيب دائما لما ينبغي للفكرة أن تحقق من «اختراق» على المستوى الجماهيري..
على كل حال، ليس مطلوبا من «منتدى الكتاب» أن (يخترق) في الحال، ولا أن يأتي بـ(السبق المبهر)، أو يهيمن على أحاديث الناس، فقد حافظ على «دوريته»، وأدى ما عليه. غير أن «الدّيمومة» تقتضي وضع خطاب إعلامي محكم، يثمّن أفضل ما يفوت الغائبين عن فعاليات المنتدى، وينبغي لوسائل الإعلام الوطنية أن تلتزم بمرافقة جهد ترقية الكتاب، فالأمر ليس مجرد (خضرة فوق عشا)، ولكنه إعادة بعث قطاع استراتيجي طالما عانى من الإقصاء والتهميش، مثلما عانى من (المتسلّلين) و(المغشوشين) الذين (أبدعوا) في إقناع الناس بعدم تضييع الوقت على «الثقافة»..
ولا نجامل وزارة الثقافة والفنون إن قلنا إنها حققت ما كان يبدو مستحيلا؛ ولهذا يجب أن تتضافر الجهود كي تؤتي الفكرة ثمرات يانعة، فالمدرسة، مثل الجريدة والتلفزيون، وحتى خطاب المسجد، لها أدوارها في إحياء «فضيلة القراءة»..