وفّرت المركبة الجوالة التابعة لوكالة ناسا، بيرسيفيرانس، دليلا جديدا على وجود بحيرة قديمة، ربما كانت موطنا لحياة ميكروبية على كوكب المريخ.
وكانت مركبة بيرسيفيرانس تستكشف فوهة جيزيرو حيث حددت رواسب البحيرة القديمة، ما يؤكد التكهنات بأن التكوين كان يتدفق بالمياه قبل ثلاثة مليارات سنة.
والتقطت المركبة الروبوتية ذات الست عجلات، بحجم السيارة، صورا للحفرة، ما سمح للعلماء برؤية منظر مقطعي لطبقات الصخور على عمق 65 قدما (20 مترا) تحت السطح.
وعززت النتائج ما اقترحته الدراسات السابقة منذ فترة طويلة، وهو أن المريخ البارد والجاف والخالي من الحياة كان في يوم من الأيام دافئا ورطبا وربما صالحا للسكن.
واختار العلماء فوهة جيزيرو (Jezero Crater) لمهمة مركبة بيرسيفيرانس بسبب العثور سابقا على معادن غنية بالمياه في الحفرة، ويعتقد أن الفوهة كانت تحتوي في السابق على بحيرة كبيرة ودلتا نهر.
وكشفت المركبة الفضائية Mars Reconnaissance Orbiter، التي تدور حول الكوكب الأحمر، أن الفوهة تحتوي على طين، والذي لا يتشكل إلا في وجود الماء.
وقال الفريق إن الأدلة الأخيرة من بيرسيفيرانس تثبت وجود مياه تتدفق في الحفرة التي يبلغ عرضها 28 ميلا (45 كم).
وتم الكشف عن النتائج باستخدام أداة بيرسيفيرانس التي تطلق موجات رادارية تحت سطح المريخ بفواصل زمنية تبلغ 10 سنتيمترات وتقيس النبضات المنعكسة من أعماق نحو 65 قدما (20 مترا) تحت السطح.
وتمكن العلماء من رؤية القاعدة العميقة للرواسب، ووجدوا فترتين متميزتين من الترسب في منتصف فترتين من التآكل.
وحدثت فترتان متميزتان من الترسيب، ما أدى إلى تكوين طبقات من الرواسب على أرضية الحفرة التي تبدو منتظمة وأفقية، تشبه إلى حد كبير الطبقات المترسبة التي نراها على الأرض. وتسببت التقلبات في منسوب مياه البحيرة في تشكيل بعض الرواسب الرسوبية لدلتا هائلة، اجتازتها بيرسيفيرانس بين مايو وديسمبر 2022، بحسب الدراسة.
ولاحظ الفريق في جامعة كاليفورنيا (UC) في لوس أنجلوس وجامعة أوسلو النرويجية أن أرضية الحفرة غير مستوية أسفل الدلتا، والتي من المحتمل أن تكون بسبب التآكل قبل ترسيب الرواسب لأول مرة. وبعد ذلك، ومع جفاف البحيرة بمرور الوقت، تآكلت الطبقات الرسوبية في الحفرة، لتشكل السمات الجيولوجية المرئية على سطح المريخ اليوم.
وحدثت فترة ثانية من الترسيب عندما سمحت التقلبات في مستوى البحيرة للنهر بترسب دلتا (تكوين أرضي مثلثي الشكل عند مصب نهر) واسعة كانت تمتد في السابق بعيدا داخل البحيرة، ولكنها تآكلت الآن مرة أخرى بالقرب من مصب النهر.
وقال المؤلف الأول للدراسة ديفيد بيج، أستاذ الأرض بجامعة كاليفورنيا: “إن التغييرات التي نراها محفوظة في السجل الصخري مدفوعة بتغيرات واسعة النطاق في بيئة المريخ. ومن الرائع أن نتمكن من رؤية الكثير من الأدلة على التغيير في مثل هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة، ما يسمح لنا بتوسيع نتائجنا لتشمل حجم الحفرة بأكملها”.