تعمل الجزائر وتونس على تجسيد فكرة “تحويل البلدين إلى وجهة موحدة للسياح الأجانب”، ويظهر ذلك من خلال إمكانيات كبيرة للتعاون السياحي والشراكة بين الجزائر وتونس، خاصة بعد توقيع 26 اتفاقية تعاون تشمل قطاع السياحة وتنمية المناطق الحدودية والجلب السياحي للأجانب من البلدين السنة الفارطة.
الجزائر وتونس، بلدان يجمع بينهما التاريخ والثقافة والعادات والتقاليد، طالما رأى الشعب التونسي الجزائر أخته الكبرى التي تسانده في جميع المواقف.
وتعتبر الجزائر أكبر سوق للسياحة التونسية نظرا للقرب الجغرافي، وتعد مدن طبرقة والحمامات وسوسة ونابل ومنستير، وبدرجة أقل جزيرة جربة، المناطق السياحية المفضلة للسائح الجزائري.
ولتوطيد العلاقات أكثر، يسهر القائمون على قطاع السياحة في البلدين، بالتنسيق مع وزارات أخرى، على تطوير التبادل السياحي بين البلدين، والتركيز على تأهيل وتحسين جميع المعابر الحدودية، وهو ما نوقش في الدورة الأولى للجنة الثنائية لتنمية وترقية المناطق الحدودية الجزائرية التونسية.
دورة جزائرية-تونسية لترقية وتنمية المناطق الحدودية
احتضنت الجزائر يومي 29 و30 جانفي، أشغال الدورة الأولى للجنة الثنائية لتنمية وترقية المناطق الحدودية الجزائرية التونسية.
وأاشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ابراهيم مراد ونظيره التونسي كمال الفقي على افتتاح الدورة.
وجرت خلال الدورة محادثات ثنائية بين الولاة الجزائريين ونظرائهم التونسيين حول إعداد ورقة طريق عملية حول تعزيز التعاون بخصوص النهوض بهاته المناطق وتحسين الإطار المعيشي لساكنتها من البلدين.
واستقبل إبراهيم مراد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، مساء الأحد، بمطار هواري بومدين الدولي، نظيره التونسي، كمال الفقي، الذي يجري زيارة الجزائر تدوم يومين.
المناطق الحدودية محط اهتمام الرئيس تبون
وأكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ابراهيم مراد، الاثنين بالجزائر العاصمة، أن المناطق الحدودية تحظى بعناية خاصة من قبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من خلال وضع برامج لتنميتها وتحسين ظروف ساكنتها.
وشدد مراد لدى إشرافه، رفقة نظيره التونسي، كمال الفقي، على انطلاق أشغال الدورة الأولى للجنة الثنائية الجزائرية – التونسية لتنمية وترقية المناطق الحدودية، على ضرورة “تطوير هذه المناطق، نظرا لأهميتها في تنقل الأشخاص والمبادلات التجارية بما يسمح بمواكبة التحديات التنموية للبلدين”.
وأشار الوزير الى أن اللجنة الثنائية لتنمية وترقية المناطق الحدودية التي تم استحداثها في أكتوبر الفارط تكتسي “طابعا استراتيجيا” للبلدين، لأنها تعد “إطارا فعالا لخلق فرص الشراكة والاستغلال الأمثل للإمكانيات المتاحة بهذه المناطق”.
السياحة بين البلدين بلغة الأرقام..
بحسب ما كشفه مدير الديوان الوطني التونسي للسياحة في الجزائر، فؤاد الواد، في تصريح لـ”الشعب أونلاين”، توافد عدد مهم جدا من التونسيين إلى الجزائر، حيث بلغ شهر سبتمبر 2023 حوالي 1300000 وافد تونسي، وبلغ عدد الوافدين الجزائريين إلى تونس 3038361 في 2023 بزيادة 3.5 في المائة مقارنة بسنة 2019.
وينظم ديوان السياحة التونسي في الجزائر، ورشات وحملات ترويجية للسياحة في تونس ولقاءات مع وسائل الاعلام الجزائرية، إضافة إلى الاستعانة بالمؤثرين بمنصات التواصل الاجتماعي، وهي فكرة دعا إلى تبنيها في الترويج للسياحة في الجزائر.
وأكد فؤاد الواد أن مصالح السياحة في تونس تلقت توصيات خاصة من أعلى هرم السلطة في تونس تتعلق بكيفية تقديم الخدمات واستقبال الجزائرين في تونس.
مستقبل السياحة مرهون بالتعاون الثنائي
وأكد مدير السياحة في مدينة سوسة، توفيق قايد، أن “مستقبل السياحة بين البلدين مرهون بالتعاون الثاني وتبادل الخبرات في هذا المجال ودعم ما يمكن دعمه”.
وتعمل الحكومتين التونسية والجزائرية على تدعيم النشاط الاقتصادي والسياحي، بالخصوص في المناطق الحدودية، من خلال تنويع المنتوج السياحي مثل الابتعاد عن الشريط الساحلي وتدعيم المناطق الداخلية الحدودية، بحسب تصريح توفيق قايد لـ”الشعب أونلاين”.
وتحدث قايد عن أنماط سياحية جديدة بالحدود الجزائرية التونسية مستقبلا تجمع البلدين، مشيرا إلى أن “هذا التعاون الثاني يدفع نحو التنمية من الجهتين ويعتمد دعم التكوين السياحي المشترك بين البلدين بغية تفعيل الشراكة المربحة بين الطرفين”.
وتمنى مسؤول السياحة بسوسة “حظا أوفرا للسياحة البينية والمشتركة بين البلدين في حال العمل معا على جلب الأسواق مثل السوق الآسيوية والصينية”.
تبادل الخبرات في التكوين السياحي
وأبدى مسؤولو السياحة بدولة تونس استعدادهم لنقل التجربة التونسية في السياحة إلى الجزائر، من خلال نقل الخبرات وتبادلها بين البلدين لخلق سوق سياحية مشتركة بين الجزائر وتونس.
وقال رئيس دائرة بالمندوبية الجهوية للسياحة بياسمين الحمامات، محمد ساسي، إن تونس تملك خبرة كبيرة في السياحة يمكن نقلها إلى الجزائر من خلال تبادل الخبرات بين البلدين”.
وتحدث محمد ساسي عن “تجربة التعاون بين الجزائر وتونس، خاصة في التكوين للنهوض بالسياحة في البلدين وتبادل الخبرات”.
وأكد محمد ساسي، في تصريح لـ”الشعب أونلاين”، أن “السائح الجزائري مميز عن غيره، و تلقينا توصيات خاصة لخدمته”.
وأشار المتحدث إلى أنه “في السنوات الأخيرة عادت السياحة بين البلدين إلى ريادتها، حيث ان السائح الجزائري مميز عن غيره”.
الجزائر مدرسة عريقة في التكوين الفندقي
وتخرج العديد من الطلبة التونسيين في الفندقة من مدارس اجزائرية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، اشتغلوا في تونس واكتسبوا خبرة ويودون اليوم تقاسمها مع الجزائر.
تحدث المدير العام لفندق “قلودن قرطاج”، لطفي مشرقي في تصريح لـ “الشعب أونلاين”عن اطارات تونسية مختصة في السياحة زارت الجزائر لتقديم خبراتها وتبادل الفائدة في هذا المجال.
وأكد المدير العام لفندق “قلودن قرطاج”، أنه لا فرق بين الجزائر وتونس والزيارات متبادلة بينهما باستمرار لتطوير السياحة في البلدين وتعزيز العمل العمل الثنائي”.
وختم لطفي مشرقي خريج المعهد الأعلى للفندقة والسياحة بالاوراسي ،بالقول إن “الجزائر تملك ثروات طبيعية هائلة قل ان تجدها في دول آخرى “.
اتفاقيات شراكة..
ويعقد وكلاء جزائريون اتفاقيات مع متعاملين تونسيين أبرزها مشروع أرضية الكترونية تحمل اسم “mygo “.
وفي هذا السياق، أشار مدير فندق “صدر بعل” ياسمين الحمامات، سمير النصير، إلى أن صاحب ارضية “mygo “، من أكثر الشركاء الذين تتعامل معهم الفنادق التونسية في السوق الجزائرية.
وتسيير الارضية، بحسب سمير النصير، من طرف مسؤول جزائري بالتنسيق مع شريك تونسي مقيم في تونس، يعملان على تبادل الخبرات وخدمة السياحة في البلدين.
ويعتمد فندق “صدر بعل” ياسمين الحمامات بتونس على نوعية الخدمات الفاخرة، حيث استقبل عدد كبير من الوافدين الجزائريين وحتى المسؤولين.
فرص كبيرة للتعاون
وتحدث مدير فندق “Iberostar Selection Kantaoui Bay”، أمين غاشم، عن افاق كبيرة للسياحة بين الجزائر وتونس، وامكانيات الجزائر لتصبح وجهة مستقطبة للسياح العرب والأجانب بإمتياز.
وشدد أمين غاشم في تصريح لـ “الشعب أونلاين” على أهمية جودة الخدمات بالنسبة للسائح والتي تعتبر حسبه ركيزة نجاح السياحة في اي بلد وهو ما تعتمده تونس في سياستها.
وتطرق مدير فندق “Iberostar Selection Kantaoui Bay” إلى “ضرورة تكوين الجيل الجديد والشباب في السياحة والخدمات المقدمة والاستفادة أيضا من خبرات الأشخاص الأكبر سنا في هذا المجال”.
وركز غاشم في نهاية حديثه، عن أهمية تبادل الخبرات بين البلدين لتطوير السياحة المشتركة والموحدة بين البلدين الشقيقين.