استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، نتيجة القصف المتواصل لقوات الاحتلال الصهيوني على مختلف المناطق بقطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ذكرت “وفا” أن سيدة وطفلها استشهدا مساء الاربعاء، جراء قصف طيران الاحتلال منزلا في محيط معبر رفح جنوب قطاع غزة، كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، في قصف للاحتلال استهدف مقر جمعية ومنزلا في دير البلح وسط القطاع.
في بيت حانون شمال قطاع غزة استشهدت سيدة وأصيب آخرون في قصف استهدف مجموعة من المواطنين، كما انتشلت طواقم الإنقاذ جثامين عدد من الشهداء غرب مدينة غزة، بعد انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني.
من ناحية أخرى استشهد 7 فلسطينيين بعد أن قصف طيران الاحتلال منزلا على رؤوس ساكنيه في منطقة الجلاء بمدينة غزة، كما استشهد ثلاثة أخرين بعد إطلاق طائرات الاحتلال المسيرة الرصاص نحو المواطنين شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
وقصفت مدفعية الاحتلال شرق مخيم البريج وغرب النصيرات ووادي غزة ومحيط شركة الكهرباء وسط القطاع، ومناطق غرب وجنوب خان يونس جنوب القطاع.
من جانبها قالت مصادر طبية، إن الوضع يزداد سوءا في مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بخان يونس، وفي مستشفيات المدينة بشكل عام ما ينذر باستشهاد العديد من الجرحى والمرضى نتيجة الاستهداف المستمر من قبل قوات الاحتلال، وعدم توفر الإمكانيات الطبية اللازمة.
وحذرت المصادر الطبية من نفاد الطعام من المجمع والمستشفى، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الطواقم الطبية والمرضى والنازحين فيهما.
وكانت مصادر طبية، أكدت ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي 16 مجزرة بحق العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 150 شهيدا، و313 جريحا، خلال الـ24 ساعة الماضية، مضيفة أن عدد شهداء عدوان الاحتلال ارتفع إلى 26900 شهيد، و65949 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
غوتيريش: ما يجري بغزة “ندبة على إنسانيتنا وضميرنا المشتركين”
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، عن قلقه البالغ ازاء الظروف غير الإنسانية التي يواجهها سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي، مؤكد ان ذلك يمثل “ندبة على إنسانيتنا وضميرنا المشتركين”.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لهذا العام للجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، أبدى خلالها قلقه البالغ إزاء “الظروف غير الإنسانية التي يواجهها سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة دون أي من الأساسيات”، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ودعا غوتيريش الى ضرورة وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق وموسع ومستدام إلى جميع أنحاء غزة، واصفا الامر بانه “بالغ الأهمية بشكل خاص في الشمال”، حيث منع الاحتلال معظم البعثات (الإنسانية) من الوصول.
وقال المسؤول الاممي أن الموت والدمار والتشريد والجوع والخسارة والحزن في غزة على مدى الأيام المائة والعشرين الماضية، “ندبة على إنسانيتنا وضميرنا المشتركين”، مجددا التأكيد على أنه “لا يوجد شيء يمكن أن يبرر هذا العقاب الجماعي لأهل غزة”.
وبالمناسبة، اعتبر الأمين العام الاممي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، العمود الفقري لجميع جهود الاستجابة الإنسانية في غزة مع اشارته الى تشديده في اجتماعه أمس الثلاثاء مع المانحين على أهمية استمرار عمل الوكالة الحيوي في الأرض المحتلة والدول المجاورة، وخاصة في غزة حيث “ينهار النظام الإنساني”.
وجدد غوتيريش دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ومطالبته جميع الأطراف العمل بشكل وثيق مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيخريد كاخ، لزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع.
وعن مخلفات العدوان الهمجي الصهيوني على قطاع غزة وسكانه، أشار غوتيريش إلى التقارير التي تفيد باستشهاد أكثر من 26،750 فلسطينيا في غزة وحدها – أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال، وتدمير أو تضرر أكثر من 70 في المائة من البنية التحتية المدنية، ونزوح ما يزيد عن 1.7 مليون شخص في القطاع المحاصر.
وذكر الأمين العام الاممي الحضور بأن حل الدولتين وحده هو الكفيل بضمان تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، فضلا عن إرساء السلام العادل والدائم والاستقرار في المنطقة.
وأنشئت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف عام 1975 عملا بقرار من الجمعية العامة. وقد أسندت إليها ولاية إسداء المشورة للجمعية العامة بشأن برامج تهدف لتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك الحق في تقرير المصير، والحق في الاستقلال والسيادة الوطنيين، والحق في العودة إلى دياره وممتلكاته التي شرد منها.
“الصحة العالمية”: خطر المجاعة في غزة يتصاعد
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء، أن خطر المجاعة في قطاع غزة يتصاعد بسبب الأعمال العدائية المستمرة للكيان الصهيوني وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.
جاء ذلك في تصريح أدلى به غيبريسوس خلال مؤتمر صحفي أسبوعي مع المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بالمنظمة، مايك رايان، في جنيف.
وأشار غيبريسوس إلى أن منظمة الصحة العالمية لا تزال تواجه صعوبات في دعم منظومة الصحة والعاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة، لافتا إلى أن المنظمة واجهت عقبات كبيرة حتى في الوصول إلى المستشفيات جنوبي غزة.
وأضاف “تم الإبلاغ عن وقوع اشتباكات عنيفة قرب المشافي في (مدينة) خانيونس، وتم منع المرضى والعاملين والإمدادات الطبية من الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية”.
وحول تعليق بعض الدول تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قال غيبريسوس، إن قرار تلك الدول سوف يؤدي إلى “عواقب كارثية” على سكان غزة.
شكوك نادي الأسير الفلسطيني..
وقال نادي الأسير الفلسطيني، الاربعاء، أن اصرار الاحتلال الصهيوني على إبقاء معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري، يراد منه تنفيذ المزيد من الجرائم بحقهم في الخفاء.
وأوضح النادي في بيان له أن “إصرار الاحتلال على إبقاء معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري، يحمل تفسيرا واحدا، هوأن هناك قرارا بالاستفراد بهم، بهدف تنفيذ المزيد من الجرائم بحقهم بالخفاء، لاسيما وأن الاحتلال يرفض تزويد المؤسسات الحقوقية بما فيها الدولية والفلسطينية المختصة، بأي معطى بشأن مصيرهم وأماكن احتجازهم حتى اليوم، بمن فيهم الشهداء من معتقلي غزة”.
وأضاف أن عمليات الإعدامات الميدانية والاختفاء القسري بحق المعتقلين قد تصاعدت، في ضوء استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ117 على التوالي، مشيرا إلى تزايد شهادات المعتقلين الذين أفرج عنهم على مدار الفترة الماضية، حول عمليات التعذيب والتنكيل والإذلال.
وكان نادي الأسير الفلسطيني قد نشر في وقت سابق اليوم، بيانا كشف من خلاله ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني، جريمة إعدام ميدانية بحق 30 معتقلا من “بيت لاهيا” شمالي قطاع غزة، بعد العثور على جثامينهم مؤخرا داخل إحدى المدارس التي كان يحاصرها، مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين.
يشار إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني نشرت خلال اجتياحها البري لقطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان وحشي منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدة مرات صورا ومشاهد مروعة، حول عمليات اعتقال المئات واحتجازهم في ظروف تحط بالكرامة الإنسانية، والتي تشكل مؤشرا إضافيا لما هوأخطر وأكبر على صعيد مستوى الجرائم التي تنفذ بحقهم.