لا نعرف إن كانت السّاحة الرّياضيّة اليوم، تتذكّر أن المنجزات الكبرى للرّياضة الجزائريّة، تحقّقت بفضل الرّياضة العسكرية، وأن فريق الـ82 التّاريخي الّذي تعتزّ به الأجيال، ترعرع في حضن الجيش الوطني الشّعبي، بل إن كثيرا ممّن تألّقوا على المستوى العالمي، في الرّياضات الفرديّة والجماعيّة، تخرّجوا من مدرسة الجيش، سواء كانوا محترفين، أو أدّوا واجب الخدمة الوطنية بصفة رياضيّين عسكريّين..
ولعلّنا لا نحتاج إلى التذكير بأن جذور الرّياضة الوطنيّة العسكريّة، تمتدّ إلى عمق الثّورة التّحريرية المباركة، ويمثّلها فريق جبهة التّحرير الوطني الذي رفع الرّاية الوطنيّة في جميع أنحاء العالم، فليس من ينسى أمجاد رشيد مخلوفي ومختار لعريبي، ومحمد معوش وعبد العزيز بن تيفور ومحمد سوكان، وآخرين كثيرين ألقوا الشّهرة والمال وراء ظهورهم، والتحقوا بصفوف الثورة، بل ليس من ينسى أن أول كأس إفريقية فازت بها الجزائر، كانت بتوقيع الشّيخ عبد الحميد كرمالي، وهو من أبناء فريق الأبطال.. فريق جبهة التّحرير الوطني..
وليس عنا ببعيد، عودة المنتخب الوطني العسكري للكرة الطائرة، بالميدالية الذهبية لبطولة الاتّحاد العربي من المملكة العربية السّعودية، والفائزون بالذهب هم أنفسهم القادرون على تحمّل مسؤولية الرقي بـ»الطائرة الجزائرية»؛ لأنهم تكوّنوا بالمدرسة العريقة.. بل تكوّنوا بالمدرسة الوحيدة الموثوقة.. أي نعم.. الموثوقة الوحيدة.. هكذا بصراحة..
إن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، هو الخزّان الحقيقيّ للأبطال والنّوابغ في جميع التّخصصات، رياضية كانت أم معرفية، إذ ليس من ينكر بأن الرّوائي الجزائري الذي اخترق آفاق العالمية باقتدار، حظي بالتّكوين في مدارس الجيش..
إن نجاح مؤسّسة الجيش في أداء رسالتها، ليس نتيجة لـ(خلطة سريّة) أو (قدرة سحرية)، إنما هو الالتزام بالنظام الصارم، والرهان على الكفاءة، والولاء الخالص للوطن.. ورحم الله الجزائري الفحل الذي قال: الصّحيح.. ما ايْطيح..