لم يغفل مؤسسو الإعلام الجزائري الأوائل عن توفير مادة (حلوة) للطفولة، ولقد سبقت «الشعب» إلى تخصيص ملحق للصغار، وحالفتها «المجاهد» و»الجزائر الأحداث» إلى أن صدرت مجلة «امقيدش» الشهيرة، ثم التحقت «المجاهد الأسبوعي»، وأصدرت صفحتين اثنتين تحت عنوان «المجاهد الصغير»..
وتواترت تجارب الكتابة للأطفال، إلى أن جاءت «الشاطر» و»سامي» و»الهدهد» و»نونو» ومجلات أخرى كثيرة، حالفتها بعض الملاحق الأسبوعية بالجرائد السيارة، غير أن الجهود كلها اتفقت في نقطة واحدة، وهي الاحتجاب والاختفاء والاندثار، دون أن تجد من يسأل عنها، أو يستفسر عن حالها..
ولا يخفى أن المشهد الإعلامي اليوم يعاني فقرا مدقعا في المادة المخصصة للطفولة، فالكتابة للصغار لم تعد تغري أحدا، لولا تلفزيون (واحد وحيد) يسمى (عمو يزيد) جاء لخلافة الحصص الراقية التي كان التلفزيون الوطني يبهج بها متابعيه من الأطفال، حين كانت (ماما نجوى) تنثر حبات السعادة.. أما الصحف السيارة، فقد تخلّت نهائيا عن فكرة (التنوّع)، ولم تعد تهتم سوى بـ»الأخبار»، فإذا حدثت الطفرة وتخصصت، فإن الحقل الوحيد للتخصص هو «كرة القدم» التي استحوذت على اسم «الرياضة».. وكأن باقي التّخصصات لا تستهوي أحدا..
ولا نعلم لماذا لم يفكر أصحاب المواقع الإعلامية في تخصيص مساحات للأطفال، مع أن شبكة أنترنيت غير مكلّفة (ماديّا)، مثلما هي الحال بالنسبة للوسائط الكلاسيكية، إضافة إلى أن التجارب موفورة على الشبكة، وإن كانت تحتاج شيئا من الجهد والجدّ على مستوى اللغة وطبيعة الخطاب وأسلوب التعامل وغير ذلك ممّا تتطلب الكتابة المتخصصة..
على كل حال، الحاجة ماسة إلى مجلات وجرائد وتلفزيونات ومواقع خاصة بالأطفال، فقد استحوذت عليهم البرمجيات والبرامج المتهاطلة من جميع أصقاع العالم، في غياب تام لصوت جزائري يعتني بالطفولة، ويمنحها دفء الوطن..