ابرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، عظمة شخصية الأمير عبد القادر، وحنكته السياسية والعسكرية في مواجهة جيوش الإحتلال.
اكد ربيقة، في ندوة تاريخية نظمها المركز الوطني للدراسات والبحث وثورة اول نوفمبر 1954، اليوم الأحد، بعنوان ” دور المرجعية الشرعية والشعبية في مبايعة الأمير عبد القادر”، ان شخصية الأمير الفذة مثلت عبقرية تجاوزت حدود الزمان والمكان، اذ جمعت بين الجهاد والعلم والحلم وبين القيادة والشعر، ارتسمت على امتداد فترة مقاومة الإحتلال.
وقال في الذكرى الـ191 للبيعة الثانية: ”حمل الأمير عبد القادر ، رصيدا من التجربة السياسة والفكرية وخبرة في العلاقات الإنسانية والاخلاقية وملتزما بتعهداته السياسية فرغم الوعود الفرنسية وظروف السجن القاهرة، التي تعرض لها في بلد الإحتلال والعيش في المنفى إلا انه ظل وفيا لبلاده وتقاليده وايمانه بالقيم السامية للإنسانية.”
وأكد ربيقة: ”هذا الرجل شكل مقصدا للمهاجرين الجزائريين في بلاد الشام ومنقذا للمسيحيين في أزمة دمشق 1860، ودليلا للتفتح على العصرنة في حضور مراسم تدشين قناة السويس، وكاتبا بارعا وصوفيا عابدا. لم يحد عن إيمانه الثابت في السلم وفي الحرب”.
وابرز الوزير، “ان الإحتفاء بهذه المناسبة التاريخية المتجددة من المحطات المشرقة في تاريخ الجزائر العظيمة يجعلنا نتطلع الى بناء جزائر صاعدة يستوجب السهر على وحدة صفنا والإضطلاع بالمسؤوليات على أتم وجه، وفي كل المواقع تجاه الامة لترتسم في الحاضر والأمل في المستقبل وتتكرس روح المواطنة والتضامن ويتجذر فيها الشعور بالواجب الوطني”.
وقال: ”لنجعل من أيامنا التاريخية محطات شاهدة على الوفاء لشهدائنا ولرسالة نوفمبر الخالدة محافظين على ذاكراتهم الأزلية ورسالتهم الأبدية”.
بيعة الأمير أول بيعة شرعية بعد الخلافة الإسلامية
وقدم الدكتور علال بيتور، أستاذ محاضر بجامعة الجزائر 02، قراءة في بيعة الأمير عبد القادر ، والسياق التاريخي والتأصيل الشرعي لهذه البيعة، والتي جعلت الأمير الذي لم يتعد الـ25 سنة قائد المقاومة الشعبية.
وأوضح الدكتور بيتور، انه بعد الغزو الفرنسي للجزائر وسقوط الدولة كان لابد من وجود حاكم، فاتجه الناس الى الشيخ محي الدين بمدينة معسكر، لأنها كانت تمثل العاصمة الثانية بعد وهران، لمطالبته بان يكون حاكما عليهم بعد سقوط الدولة الجزائرية.
وابرز الباحث، ان الطرق الصوفية كانت انذاك هي المؤسسات ذات الثقة لدى الشعب، لأنها منظمة تنظيما يرأس كل مؤسسة شيخ طريقة وعلى راسها الطريقة القادرية، التي يرأسها الشيخ محي الدين، والذي قاد معركة خنق النطاح الأولى والثانية في 1832، ضد الجيش الفرنسي.
وأشار المحاضر، الى ان الأمير عبد القادر، شارك في معركة خنق النطاح الثانية وانتصر بخطة عسكرية استوحاها من معركة ابن الوليد، ما أدى إلى اختياره، إضافة على انه سليم الجسد والعقل وله بسطة في العلم، وحفيد مؤسس الزاوية القادرية بغريس.
وأكد بيتور، انها كانت أول بيعة شرعية بعد الخلافة الإسلامية الراشدة.
وتطرق البروفيسور محمد رزيق، رئيس المجلس العلمي لكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 03، الى مشروع الدولة في الفكر الإستيراتيجي للأمير عبد القادر، وقال: ” اي أمة لا تملك استيراتيجية او مشروعا ستكون جزءا من مشروع و استيراتيجية أمة اخرى”.
وأضاف ان ان الأمير عبد القادر، كان ذلك الجندي الشجاع والسياسي المحنك له ذكاء واستشراف، كان رجل السيف والقلم.
وكان رجلا جد مطلع على القضايا الداخلية والخارجية وملما بقضايا عصره.
وأكد البروفيسور مزيان سعيدي، ان الأمير عبد القادر ، شخصية دخلت التاريخ العالمي زاوج بين العمل العسكري والسياسي عمل على انبعاث الدولة الجزائرية الوطنية باستعمال العنصر الجزائري، وهو الذي أوجد الرتب العسكرية وكان يتعامل مع الأسرى معاملة الضيوف ويشتري لهم اللحم من ماله الخاص.
وتناولت المهندسة ومستشارة التراث بمؤسسة الأمير عبد القادر، أميرة زتير، العمارة الأميرية، لدى الأمير والمبنية على الهوية، حيث أسس الأمير عبد القادر، مدنا دفاعية جنوب تلمسان بسبدو، تاقدمت بمعسكر، جنوب المدية، حصن بسكرة، شرشال، وحصن تيزي وزو.
وبمناسبة الذكرى الـ21 لوفاة المجاهد بن يوسف بن خذة، تطرق نور الدين حروش، أستاذ بجامعة الجزائر 03، الى مناقب ومواقف المجاهد الذي كان وزير في أول حكومة، ومن القلائل الذين صنعوا التاريخ وأرخوا للنضال الثوري.
وتجدر الاشارة الى عرض شريط وثائقي حول الامير عبد القادر وكرم بالمناسبة الاساتذة المحاضرون.