اعتمدت مصلحة الأعصاب بالمؤسّسة الاستشفائية الجامعية بوهران “1 نوفمبر 1954”، مؤخرا، توظيف الثقافة لتعريف وتحسيس المواطن بداء التصلّب اللّويحي وانعكاساته الخطيرة والمرهقة على المريض، في تجربة ناجحة استعانت فيها بالفنّ الرابع وموسيقى الجاز، احتضنها المسرح الجهوي عبد القادر علولة.
كشفت رئيسة مصلحة الأعصاب بالمؤسّسة الاستشفائية الجامعية بوهران 1 نوفمبر 1954 البروفيسور بادسي دنيا زاد، في تصريح لـ “الشعب، أنّ “الهدف من اليوم الثقافي كان التعريف والتحسيس بخطورة مرض التصلّب اللّويحي الذي أصبح يعرف انتشارا كبيرا في أوساط المجتمع، وخاصة فئة الشباب والنساء في الفئة العمرية بين 20 و40 سنة”.
وأشارت المتحدثة أنّ هذا اليوم الثقافي المنظم بالتنسيق مع جمعية “أمل للتصلّب اللّويحي وهران” وبالتعاون مع مسرح عبد القادر علولة، كان مناسبة لفتح نقاش مباشر بين الأطباء والمواطنين بحضور المرضى أعضاء الجمعية ومناسبة لشرح أعراض الداء الذي وإن لم يوجد له لحدّ اليوم علاج شاف بصفة نهائية، إلا أنّه يمكن التحكم في آثاره من خلال التشخيص والتكفّل المبكر بالمريض منذ بداية الإصابة”.
وأضافت أنّ المبادرة كانت أيضا فرصة لخروج السلك الطبي من أسوار المستشفى والالتقاء مباشرة مع المواطن لتوعيته حول ضرورة الاهتمام بصحته وتحسين نمط حياته وعدم الاستهتار بأيّ عوارض صحية تطرأ عليه.”
وفي سياق متصل، عرّفت رئيسة جمعية أمل للتصلّب اللّويحي مجاهدي مريم بمساعي الجمعية التي تأسّست في 16مارس2016 وكلّ أعضاء مكتبها التنفيذي مصابين بالمرض، وهي اليوم تحتضن أكثر من 450 مريض على مستوى الغرب الجزائري، في محاولة التكفّل بأكبر قدر ممكن من المصابين خاصة من جانب الأنشطة التأهيل الحركي والوظيفي والعلاج الفيزيائي وخدمات أخرى”.
بصيص أمل..
من جهتها، كشفت دليلة بن طابق رئيسة وحدة الأمراض الالتهابية بقسم الأمراض العصبية أنّ “داء التصلّب اللّويحي يشهد اليوم ارتفاعا كبيرا في عدد المرضى في الجزائر، حيث تتراوح نسبة الإصابة من 26 إلى 50 مريض لكلّ 100ألف نسمة، فيما تتكفّل مصلحة الأعصاب بالمؤسّسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بأكثر من 900 مريض منذ 2014، من بينهم 10 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 14 سنة وهي حالات نادرة”. وأضافت المختصة أنّ” كلّ الأدوية والبروتوكولات الطبية واللقاءات متوفّرة اليوم بالجزائر ومتكفّل بها بنسبة 100% من قبل صندوق الضمان الاجتماعي، قبل الإفصاح عن تجربة علاج جديدة أولى من نوعها قد يشكّل نجاحها بصيص أمل للكثير من المرضى.
ويتعلّق الأمر حسب دليلة بن طابق “بتطبيق تقنية جديدة لعلاج مرض التصلّب المتعدّد بالتنسيق مع مصلحة أمراض الدم، من خلال زراعة الخلايا الجذعية من المريض ويتم تجميدها ومن ثم إعادة زراعتها فيه مرة أخرى، وهذا من أجل تقليل الالتهاب لدى مرضى التصلّب المتعدّد خاصّة للمرضى الذين لا يتجاوبون مع الأدوية المقدّمة لهم، حيث قام أحد المرضى بالتطوّع خلال سنة 2023 للقيام بهذا العلاج، فيما لا يزال انتظار نتائج هذه التقنية خلال سنة 2024.”
للإشارة، جاء هذا التصريح على هامش الملتقى الدولي الأول، للتصلّب اللّويحي والأمراض المتعلّقة بالجهاز العصبي، تحت عنوان: “ الابتكار في الأشعة الطبية والإدراك” المنظم من قبل مصلحة أمراض الأعصاب، بالتنسيق مع جمعية الجزائرية لطبّ الأعصاب وكلية الطب بجامعة وهران، على مستوى فندق المسرحيات بمشاركة 250 خبير ومختص من داخل وخارج الوطن.