تنظم وزارة الصحة، بالشراكة مع مؤسسة نوفو نور ديسك الجزائر، حملة للكشف عن أمراض الأيض خاصة داء السكري والسمنة وارتفاع الضغط الدموي، وذلك بولاية سوق اهراس.
تنطلق الحملة ابتداء من اليوم إلى غاية الـ11 فيفري الجاري، بدار السكري بدائرة لحدادة، المنطقة الحدودية بين الجزائر وتونس، والتي تأتي بتوصية من وزارة الصحة في إطار إحياء ذكرى مجزرة ساقية سيدي يوسف، بحضور السلطات الوطنية ووفد رسمي من تونس.
ويشرف على هذه العيادة المتنقلة فريق طبي متعدد الاختصاصات يقوم بفحوصات طبية وبيولوجية وهي قياس نسبة السكري وارتفاع الضغط الدموي، قياس الوزن، حساب مؤشر الكتلة الجسمية، وتقدم نصائح وتوجيهات حول نظام العيش والغذاء وأهمية المتابعة الصارمة لتناول الأدوية.
وستستفيد الحالات الجديدة المكتشفة من فحوصات تكميلية مجانية من أجل إتمام التشخيص وستحول بعد ذلك إلى الفحص لدى أطباء متخصصين.
في هذا الصدد، أوضح لمين عبد القادر، مدير المؤسسة العمومية الصحية الجوارية لولاية سوق أهراس، في تصريح لـ الشعب أونلاين، في إطار إحياء ذكرى الـ63 لساقية سيدي يوسف دأبت مديرية الصحة والسكان ومديرية الصحة بسوق اهراس بالتنسيق مع قافلة صحية لوزارة الصحة “نوفورديسك الجزائر”، والمؤسسة الجوارية الصحية دار السكري على تنظيم العيادة المتنقلة بمكتبة بلدية الحدادة للتقرب لمواطني البلدية، بهدف التشخيص وتقديم نصائح التوعية والتوجيهات الطبية، التي الساكنة والمناطق المجاورة لها، تركز العيادة المتنقلة على الكشف عن داء السكري، وعلى التوعية ضد المضاعفات المرتبطة بزيادة الوزن.
وأضاف، أن هناك اختصاصات طبية في أمراض القلب، العيون، الطب الباطني، مختص في داء السكري ومخبر متنقل، يقومون بفحوصات طبية، حيث وفرت كل الإمكانيات لإنجاح العملية، وأكد أن المواطنين يتوافدون ، منذ صبيحة اليوم للاستفادة من الفحوصات الطبية.
وقال المتحدث:” نستهدف حوالي 6 آلاف نسمة، نحاول إيصال المعلومات الى كل الشرائح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أدعو كل السكان والمناطق المجاورة للتقرب من العيادة المتنقلة”.
من جهتها، ثمنت الدكتور شهرة همايسية، طبيبة مختصة في داء السكري بالمؤسسة العمومية للصحة العمومية بسوق اهراس، مبادرة وزيرة الصحة وشركة نوفورديسك الجزائر، هذه الأخيرة التي نظمت من قبل دورات تكوينية لممارسي الصحة بالولاية خاصة المختصين في داء السكري.
وأشارت المختصة إلى أن، هذه العيادة المتنقلة إلى مناطق الظل حيث نسبة الإصابة بالسكري مرتفعة، بسبب طبيعة الغذائية غير الصحي وغياب أماكن لممارسة الرياضة، ما جعل النظام الغذائي الخاص بساكنة هذه المنطقة غير متوازن، خاصة وأنها منطقة حدودية بعيدة عن المراكز الصحية بالمدن، ولا توجد فحوصات متخصصة.
وقالت الدكتورة :” ولهذا اختار مدير الصحة المنطقة ليستفيد مواطنوها من هذه العيادة والتخصصات وتحاليل طبية”.
ويقدر عدد الجزائريين المصابين بداء السكري بحوالي 4 ملايين شخص، أمام هذا الرقم المرتفع أطلقت وزارة الصحة بداية فيفري الجاري دليل التكفل بالسمنة كمرحلة أولى في محاربة هذا المرض، الذي يصيب 30بالمائة من النساء و14بالمائة من الرجال و10 بالمائة من الأطفال، حسب آخر الإحصائيات.
وللتذكير، تنخرط شركة نوفو نور ديسك الجزائر، في استيراتيجية وزارة الصحة التي تضع الوقاية والكشف المبكر في قلب أولوياتها، ومن المقرر أن تدرس الحكومة قريبا مشروع قانون بشأن الوقاية أعدته الوصاية.
وقامت العيادة المتنقلة بـأكثر من 40 حملة في المدن الكبرى وفي العديد من مناطق الظل، حيث اكتشف إصابة قرابة 60738 شخصا بالسكري من أصل 160950 شخصا استفاد من الكشف، فيما تم التكفل بـ 6265 مريضا يعانون من اضطرابات واختلالات في نسبة السكر في الدم.
وكشفت العيادة المتنقلة “تغيير السكري”، التي خصصت في ولاية تيميمون شهر ديسمبر 2023 عن انتشار كبير لمرض السكري من النوع 2 لدى سكان المنطقة، ولاحظت الفرق الطبية أن 87% من مرضى السكري لا تتم مراقبتهم بانتظام من قبل الطبيب العام، وأن 4% يتابعون حالتهم من قبل طبيب عام و9% فقط يتابعون من قبل أخصائي في الطب الداخلي، بالمنطقة، إضافة إلى أن 43%من الأشخاص الذين تم فحصهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة المفرطة.
استنادا إلى هذه العناصر المثيرة للقلق، سيطلق تحليل وبائي للبيانات، هدفه تحديد انتشار مرض السكري والسمنة بشكل واضح وعوامل الخطر في ولاية تيميمون وسيوسع هذا الإجراء لاحقا ليشمل مدنا أخرى.