احتضن المسرح الوطني الجزائري “محي الدين باشطرزي”، السبت، العرض الشرفي لمسرحية “الشبكة”، من إنتاج جمعية “الشعلة” للمسرح والسينما، والتي تعالج في قالب كوميدي ظاهرة الهجرة السرية من خلال الغوص في نفسية المقبلين على هذه المجازفة الخطيرة وتبعاتها النفسية والاجتماعية.
قدمت جمعية “الشعلة” من بومرداس مسرحيتها الجديدة، وهي من إخراج عبد الغاني شنتوف وتأليف علي تامرت، وتتطرق إلى موضوع الهجرة السرية “الحرة” من خلال نسج قصة كوميدية لشاب صياد يخطط سرا للهجرة هروبا من واقع نسجه في خياله وأراد إرغام محيطه على تصديقه لكنه يتفاجأ بظهور شخصيات تغير مسار الأحداث وتعيد النظر في نيته نحوالمجازفة.
والمسرحية كما يبدو من أول وهلة مستوحاة من بيئة إجتماعية مرتبطة بمدينة ساحلية حيث تنتشر هذه الظاهرة وتحاك فيها مثل هذه القصص الدرامية، إلا أن المؤلف اختار تقديمها في قالب كوميدي للإطاحة بمخطط هذا الشاب الواهم.
وتحول الكوخ الصغير الى حلبة صراع بين الممثلين الثلاثة حينما يواجه الصياد “اللاتشا” كل من “فطوم” ابنة خالة العروس “فاتي” والشيخ “سيمور” سائق الشاحنة الصغيرة الذي يقرر أن يواجه “اللاتشا” بالصور الأليمة التي تخفيها أحلام الهجرة السرية، ويسمعه الحقيقة التي يرفضها وفي المقابل يدفعه الى تأسيس حياة مستقرة في بلده ووسط أهله بالاعتماد على الروابط الأسرية والعمل والإيمان بالأمل والاجتهاد والتمسك بالعمل.
واتخذ الممثلون الثلاثة ياسين بن دية وأحمد بشار وأمينة أبركان من الخشبة مجالا لتفريغ طاقتهم الإيجابية، وسط ديكور واضح المعالم، يسهل التعرف عليه من حيث أنه كوخ معزول على أحد الشواطئ لا تؤثثه سوى بعض الصناديق الخشبية وشباك صيد وفوضى عارمة تعكس الرؤية المشوشة لهذا الشاب الحراق.
وقد اعتمد المخرج على مكونات سينوغرافية محددة وأهمها الإضاءة التي بقيت طيلة العرض خافتة تعكس تواطأ ظلام الليل مع نوايا هذا الشاب وكذلك تترجم مشاعر القلق والخوف التي انتابته، كما حاول إدراج الموسيقى والكوريغرافيا لإضفاء صبغة ترفيهية للعمل.
وتحصي جمعية “الشعلة” للمسرح والسينما، التي تم إنشاؤها في 2019، خمسة أعمال للكبار والصغار، بالإضافة إلى تركيزها على تكوين الشباب الهواة في مجال الفن الرابع.