انفتحت الجامعة على المحيط الاقتصادي بطرق كثيرة وعلى فترات، وأضحى تعزيز التعاون عنوانا بارزا في تظاهرات “أبواب مفتوحة” التي نظمت، الاثنين بعديد الجامعات الجزائرية.
جامعات الجنوب.. تجسيد المشاريع المبتكرة وتشجيع الفكر المقاولاتي
شكلت أهمية تعزيز التعاون وانفتاح الجامعة على المحيط الاقتصادي محور تظاهرات “أبواب مفتوحة” التي نظمت، الاثنين، عبر عديد الجامعات بجنوب البلاد.
بولاية ورقلة، دعا مشاركون في هذه التظاهرة، المنظمة بجامعة قاصدي مرباح، إلى “ضرورة العمل على تعزيز روابط التعاون البحثي والتقني وبناء شراكة مع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وترقية دور الجامعة كشريك فعال في تحقيق التنمية المستدامة والابتكار”.
في هذا الصدد أكد البروفيسور مهدي محمد قادري، نائب مدير الجامعة للعلاقات الخارجية والتعاون والتنشيط والتظاهرات العلمية، إلتزام الجامعة بتعزيز دورها من خلال مرافقة الطلبة حاملي أفكار لمشاريع ابتكارية وتجسيدها في الواقع وإحاطة الطلبة بخدماتها لجعل الجامعة قطبا اقتصاديا مثمرا مساهما في بناء الإقتصاد الوطني.
من جهته، أشار المدير العام المساعد بالمؤسسة الوطنية لخدمات الآبار عبد السلام بلعريبي إلى أن “جامعة ورقلة تعتبر شريكا حقيقيا للشركة وذلك ما تجسده الإتفاقيات المبرمة بين الطرفين لتطوير التكوين والتربصات وإيجاد حلول لمشكلات الشركة من خلال مساهمة الباحثين والطلبة الجامعيين”.
وشهدت هذه التظاهرة تقديم عرض حول نشاطات الجامعة ومعرض لحاملي المشاريع والمبتكرين من الطلبة في مجالات تكوينية عديدة، في إطار قرار 1275 شهادة جامعية/مؤسسة ناشئة/ براءة اختراع، والتي حظيت باهتمام الشركاء الإقتصاديين والإجتماعيين، سيما المشاريع المتعقلة بالتكنولوجيات الحديثة والفلاحة والمجال الطاقوي.
وبولاية أدرار، تم التأكيد خلال أشغال يوم دراسي، نظم بجامعة أحمد درايعية، على أهمية تجسيد شراكة حقيقية بين الجامعة ومحيطها الإقتصادي، سيما من خلال تجسيد المشاريع المبتكرة وتشجيع الفكر المقاولاتي.
في السياق ذاته، أبرمت جامعة غرداية اتفاقية شراكة وتعاون مع الفرع الولائي للتشغيل لدمج الطلبة الخريجين في سوق الشغل، بهدف فتح آفاق مهنية وفرص لتكوين ومرافقة طلبة الجامعة في البحث عن فرص العمل، حيث تأتي الإتفاقية في إطار مشروع التوظيف “من الجامعة إلى عالم الشغل”.
في هذا الجانب، أوضح مدير الجامعة البروفيسور إلياس بن ساسي، أن “هذه الأنشطة التي تشهدها جامعة غرداية، بالشراكة مع مختلف الفاعلين، تندرج في إطار انفتاح الجامعة اقتصاديا واجتماعيا وأيضا في إطار الإصلاحات المكثفة التي يشهدها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي من أجل أن تكون الجامعة القاطرة الحقيقية للتنمية”.
وخلال ندوة نظمت بجامعة عمار ثليجي بالأغواط، أكد الأمين العام للجامعة بشير رويغي، أن “إنشاء دار المقاولاتية عامل رئيسي في تكوين الطلبة وتجسيد مفهوم الطالب الخريج المقاول المنشئ للثروة”، مشيرا إلى” توفر كامل التسهيلات الإدارية والأكاديمية لتأهيل خريجي الجامعة”.
يوم مفتوح لتعزيز الشراكة بين الجامعة ومحيطها
ونظمت حاضنة الأعمال بجامعة الجزائر-1 “بن يوسف بن خدة”، يوما مفتوحا من أجل تعزيز التعاون بين الجامعة والشريك الاقتصادي وذلك تحت عنوان “شراكة حقيقية ومستدامة”، بحسب بيان للجامعة.
أوضح المصدر، أن هذه المبادرة شهدت حضور عديد الشركات الاقتصادية العمومية والخاصة، من بينها مؤسسة اتصالات الجزائر، الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، مؤسسة تكنو، بنك السلام وكذا القرض الشعبي الجزائري.
وبهذه المناسبة، تم تنظيم “مقهى أعمال” مع شركة مجمع “صيدال”، حيث تم الاتفاق على إقامة شراكة بين حاضنة الأعمال والمجمع، إلى جانب متابعة بعض المشاريع في طور الإنجاز، سيما المتعلقة بصناعة الأدوية.
يذكر، أن جامعة “بن يوسف بن خدة”، تمكنت خلال السنة الماضية من عرض 14 براءة اختراع في مختلف المجالات و14 مشروع مؤسسة ناشئة، إضافة إلى 24 مؤسسة صغيرة، وعدد من المشاريع.
وتسعى ذات الجامعة من أجل توسيع إيداع براءات الاختراع من خلال حاضنة الأعمال الجامعية التي ترافق مشاريع الطلبة، مع تكثيف دورات التكوين لحاملي المشاريع، ليتم إخضاعها فيما بعد إلى لجان مختصة من أجل تفعيل الحركية البحثية وتقديم حلول علمية بشأنها.
عـرض 20 مشروعـا إبتكاريا بجامعة سعد دحلب
حظي مجموعة من طلبة جامعة “سعد دحلب” بالبليدة، الإثنين، بفرصة لعرض حوالي 20 مشروعا ابتكاريا أمام المتعاملين الاقتصاديين الذين أبدوا إعجابهم بمختلف المنتجات المعروضة وتعهدوا بمرافقتهم وتوجيههم لمساعدتهم على إنشاء مؤسساتهم المصغرة.
في إطار برنامج الوزارة الوصية الرامي لانفتاح مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي على المحيط الاقتصادي، احتضن مقر مركز تطوير المقاولاتية، الذي تدعمت به الجامعة مطلع الأسبوع الجاري، أبوابا مفتوحة على المقاولاتية بهدف إتاحة الفرصة للطلبة للاحتكاك بالفاعلين في القطاع الاقتصادي من متعاملين اقتصاديين وممثلي البنوك.
وسمح هذا اللقاء للطلبة المشاركين بعرض نماذج لمنتجاتهم، لاسيما في مجال الصناعات الغذائية، على غرار العجائن والعصائر الطبيعية والبسكويت الخالية من السكر ومن المواد الحافظة، وفقا للشروحات المقدمة لوفد رجال الأعمال الممثلين لنادي المقاولين والصناعيين.
في هذا الصدد، عبر العديد من الصناعيين عن إعجابهم بأفكار الطلبة التي ترجمت في المنتجات المعروضة، خاصة وأنها قابلة للتسويق، سواء من حيث مكوناتها أو شكلها النهائي وطريقة تعليبها، مبدين استعدادهم لمرافقتهم وتوجيههم إلى غاية تجسيد مؤسساتهم المصغرة.
بدوره، دعا رئيس النادي، فتحي عمور، الطلبة المشاركين إلى التقرب من هذه المنظمة الصناعية بغية الاستفادة من خبرات أصحاب المؤسسات الصناعية المنخرطة في النادي الذي يحصي نحو 1700 مؤسسة عبر الوطن، لاسيما المتخصصين في مجال الصناعات الغذائية التي تشتهر بها ولاية البليدة التي تعد قطبا صناعيا في هذا المجال.
كما لم يستبعد ذات المتحدث، إمكانية تخصيص أصحاب المصانع لخط إنتاج لفائدة هؤلاء الطلبة لإجراء تجربة لتحضير منتجاتهم مجانا ومساعدتهم على تسويقها وإبرام اتفاقيات عمل أو شراكة فيما بينهم في حالة نجاح مشاريعهم، لافتا إلى أن بداية تنفيذ المشروع تعد من أصعب المراحل التي يمر بها الطلبة الراغبين في ولوج عالم المقاولاتية.
وأعقب هذه الأبواب المفتوحة تنظيم فعالية “مقهى الأعمال” الذي جمع هؤلاء الطلبة بوفد المتعاملين الاقتصاديين، حيث ناقشوا معهم أهم المشاكل التي يمكن أن يواجهوها عند بداية تجسيد أفكارهم، بالإضافة إلى التطرق لطبيعة مكونات منتجاتهم ومخططاتهم التسويقية.
من جهتها، أشارت رئيسة مركز تطوير المقاولاتية، قسمية لحشم، إلى التحضير لتنظيم معرض مماثل، مطلع شهر مارس المقبل، والذي سيخصص لعرض منتجات الطلبة في مجال الصناعات شبه الصيدلانية والتجميل.