دعت دولة فلسطين الدول والمؤسسات الدولية كافة، إلى اتخاذ كل ما يلزم من أجل وقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها المحتل الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، إضافة إلى وقف التدمير ومنع القتل واسع النطاق في قطاع غزة، خاصة بمدينة رفح.
أكدت فلسطين، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) مساء الاثنين أن على الدول أن تتدخل بصورة طارئة لوقف شلال الدم، والوقوف أمام التزاماتها الدولية بما فيها اتفاقيات جنيف، ووفق ما أمرت به محكمة العدل الدولية من إجراءات احترازية، بما فيها فرض عقوبات ومنع تصدير وتوريد السلاح للمحتل.
وأشارت إلى أن قطاع غزة قد أضحى اليوم أشبه بالمذبح، بسبب القتل واسع النطاق والممنهج وفرض المجاعة كأسلوب حرب، والتهجير القسري لأكثر من مليون ونصف فلسطيني، نصفهم من الأطفال، إلى مدينة رفح، وتعرضهم لأكثر الجرائم وحشية وهمجية على الإطلاق.
وشددت على أن المحتل، وأولئك الذين يمنحونه غطاءً دبلوماسياً وعسكرياً أو سياسياً، هم متواطئون في جريمة الإبادة الجماعية، وعليهم أن يتوقفوا عن انتهاك أحكام اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، وعن تحدي التزاماتهم وفق القانون الدولي وما قضت به محكمة العدل الدولية.
وأكدت دولة فلسطين أنه يقع على عاتق زعماء وقادة العالم واجب تاريخي في منع المحتل الصهيوني من ارتكاب جرائم مروعة وعواقب وخيمة، من خلال هجومه العسكري البري على مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، مشيرةً إلى أن التعبير عن القلق دون اتخاذ إجراءات حازمة وفعّالة هو فشل أخلاقي قبل أن يكون فشلاً سياسيا.
العفو الدولية تحذر من “خطر إبادة جماعية حقيقي ووشيك”في رفح
حذرت منظمة العفو الدولية من “خطر إبادة جماعية حقيقي ووشيك” بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، لافتة إلى أنه لا يوجد مكان للمدنيين يذهبون إليه هربا من قصف الاحتلال الصهيوني المتواصل على القطاع منذ أكثر من أربعة أشهر.
وقالت المنظمة الدولية، في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، أن عدد سكان مدينة رفح تضاعف خمس مرات منذ بدء عدوان الاحتلال الصهيوني على القطاع، في 7 أكتوبر الماضي، في الوقت الذي تتأهب فيه قوات الاحتلال لشن عملية برية في المدينة، رغم المخاوف والتحذيرات الأممية والدولية.
وشددت منظمة العفو الدولية على أن هناك “خطر إبادة جماعية حقيقي ووشيك” بمدينة رفح “حيث لا يوجد مكان للمدنيين يذهبون إليه هربا من القصف”.
“إجبار الاحتلال الصهيوني 1.7 مليون فلسطيني برفح على الإخلاء أمر كارثي “
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية أن إجبار الاحتلال الصهيوني 1.7 مليون نازح فلسطيني بمدينة رفح جنوب قطاع غزة على الإخلاء مجددا “غير قانوني وستكون له عواقب كارثية”.
وأوضحت المنظمة في منشور على منصة “إكس”، أنه “لا يوجد مكان آمن يمكن الذهاب إليه في غزة، مشيرة إلى أن إجبار 1.7 مليون نازح فلسطيني في رفح على الإخلاء مجددا، بلا مكان آمن يأوون إليه، غير قانوني وستكون له عواقب كارثية”.
كما طالبت المنظمة الحقوقية المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع المزيد من الفظائع.
الأونروا تحذر من مخاطر انهيار النظام العام
أكد المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، أن أنشطة الإغاثة في رفح تزداد صعوبة بسبب العملية العسكرية المتواصلة والضغوط على المدينة.
وذكر أن الأمم المتحدة لم تتمكن، أمس وللمرة الأولى، من العمل بالحد الأدنى من الحماية التي تمثلت في وجود الشرطة المحلية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، أوضح فيه أن الشرطة المحلية التي توفر آخر قدر من الحماية للحفاظ على الحد الأدنى من النظام العام قد لا تصبح قادرة على العمل بعد الآن لقتل الكثير من أفرادها خلال الأيام القليلة الماضية، وتردد آخرون في العمل مع تلك القوافل، مطلعاً مسؤولي الاتحاد الأوروبي على القيود المفروضة على الوكالة.
وأشار لازاريني إلى أن 5 % من سكان قطاع غزة- أي أكثر من 100 ألف شخص – قد قتلوا أو أصيبوا أو فُقد أثرهم خلال 4 أشهر فقط. وأن ما لا يقل عن 17 ألف طفل في قطاع غزة – أي 1% من إجمالي عدد النازحين – غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم وفق اليونيسف.
وتطرق إلى المناطق التي يعاني سكانها من الانعدام الحاد للأمن الغذائي ، واحتمال حدوث مجاعة ، وخاصة شمال غزة حيث يوجد نحو 300 ألف شخص لا تستطيع الأونروا الوصول إليهم بقوافل المساعدات منذ 23 جانفي.
استشهاد 6 فلسطينيين في النصيرات ورفح
استشهد 6 فلسطينيين على الأقل بينهم طفلة وأصيب العشرات، في غارات وقصف مدفعي لقوات الاحتلال الصهيوني فجر اليوم الثلاثاء على مناطق متفرقة من قطاع غزة في اليوم 130 من العدوان، حسبما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
و ذكرت “وفا” أن مصادر صحية أفادت باستشهاد 5 أشخاص وإصابة آخرين جراء قصف جوي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وفي غضون ذلك، استشهدت طفلة وأصيب 4 أشخاص آخرين على الأقل جراء قصف الاحتلال على حي البرازيل في رفح.
كما استهدفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية والغربية لخان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن مجمع ناصر الطبي في المدينة.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 28340 شهيدا، و67984 جريحا، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليها.