قطعت اعترافات المهرب المغربي التي بثها التلفزيون الوطني، قول كل خطيب، وقدمت الأدلة الحيّة على ضلوع «المخزن» ومخابراته في نشر السموم بالجزائر، بل برهنت على (حربه) الآثمة التي تستهدف الشباب من خلال نشر الرذائل والموبقات..
ونعترف أننا حين كنا نقرأ دوريا، الحصيلة الأسبوعية لمنجزات مفارز الجيش الوطني الشعبي، وتصديها للمهربين والإرهابيين، نحسّ أن لـ»المخزن» اليد الطولى في الموضوع، غير أن أخلاقنا ظلت تفرض علينا الصمت، بحكم أن الدولة – مهما تكن الدّولة – لا يمكن أن تنزل إلى حضيض (المتاجرة) بالمخدرات والمهلوسات، لكن «المخزن» قدم البراهين على أن مفهوم «الدولة» ليس بالضرورة ما يتفق عليه البشر، فـ(المغبون) لديه مفهومه المختلف الذي يتيح له القفز على الأخلاق، والمتاجرة بالقيم، وشراء الذمم، واستعمال (البيغاسوس)، وموبقات أخرى كثيرة يرتكبها دون أن يجد (في نفسه) أدنى كرامة تنهاه عنها..
وقد يكون واضحا أن الذي يمتلك الجرأة على تولي رئاسة «لجنة القدس» وهو (يوزع) أخبارها (بالمجان) إلى العدو الصهيوني، يمكنه أن يُقْدِم على أي فضيحة دون أن تهتز شعرة من رأسه، وهل هناك فضيحة أكبر من الاستيلاء على مقدرات الشعب الصحراوي، وإنزال أسوإ العذاب به، والتنكيل بأبنائه دون ذنب اقترفوه، ولا جريرة ارتكبوها؟.. فالذنب الوحيد هو المطالبة بالحرية والاستقلال، وهذا تشاركهم فيه الأمم المتحدة.. فهي التي تطالب باستفتاء تقرير المصير، ويقابلها المخزن بعنجهية واستكبار.. ولا يجد شماعة يعلق عليها أوهامه غير الجزائر والجزائريين..
وليت توقفت شرور المخزن عند محاولة النيل من باقي الشعوب، فقد تطاولت وتفرعنت حتى أصابت خاصة شعبه الشقيق، فهو يستقوي عليه بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، ويمنعه حتى من الدعاء للفلسطينيين في المساجد.. أي حضيض هذا؟!.. اللهم لا شماتة..