لم يكد المشروع الجزائري حول وقف إطلاق النار بفلسطين يستوي بين أيدي أعضاء مجلس الأمن، حتى ولو «لبعضهم» وقالوا إن «المشروع» يمكن أن يعطّل (المفاوضات) الجارية بين الكيان الصهيوني والمقاومة، ما يعني أنه يمكن أن يؤثر على تحقيق (هدنة) تشمل إطلاق سراح محتجزين صهاينة في غزة..
وقد يكون واضحا أنه لا يوجد فرق بين (وقف إطلاق النار) و(الهدنة)، عدا أن (الوقف) بأمر من مجلس الأمن يستعيد للإنسانية (ماء وجهها)، وشيئا من (كرامتها) التي ضيّعتها حين اختارت الالتزام بالصمت أمام حرب الإبادة التي يقودها الصهاينة منذ قرابة نصف عام، على شعب أعزل لم يعد يملك الحشائش للتقوّت بها، بله عن الطعام الذي يعرفه البشر..
وقد يقول قائل إن (وقف إطلاق النار) غير محدود في الزمن، كما هي حال (الهدنة)، ما يعني أن الأول نهاية الحرب، والثاني (راحة بين الشوطين)، فلا نشك مطلقا أن القائل داهية في صناعة المغالطات، وقد يكون – في الغالب – من (البعضهم)، لأن الأصل أن الفلسطينيين يتعرضون لحرب الإبادة منذ أكثر من سبعين عاما، وكل (وقف لإطلاق للنار) لم يكن – على مدار التاريخ – سوى (راحة بين الشوطين)، أما تبادل الأسرى (في الهدنات)، فهو لا يختلف، لأن الصهاينة تعوّدوا على إطلاق سراح الفلسطينيين كي يستلموا أسراهم، ثم يصبرون يوما أو يومين على الأكثر، كي يعيدوا المحررين الفلسطينيين إلى الزنازين المقفرة..
على كل حال، التصويت على المشروع يكون يوم غد الثلاثاء، فإن وافق عليه المجلس الموقر، يكون قد أحسن لنفسه قبل الإحسان للفلسطينيين، وإن فرض (البعضهم) رأيهم، فإن الفلسطينيين سيواصلون الموت، ولن يتركوا أرضهم للآثمين..
ولا نامت أعين الجبناء..