استشهد عدد من المواطنين الفلسطينيين وأصيب آخرون اليوم الثلاثاء خلال غارات الاحتلال المتواصلة على مناطق متفرقة في قطاع غزة لليوم الـ 137 على التوالي.
أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، عن مصادر محلية استشهاد عدد كبير من المواطنين وإصابة آخرين في قصف صاروخي ومدفعي وإطلاق نار من مسيرات صهيونية على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن آليات عسكرية صهيونية كبيرة توغلت في حي الزيتون انطلاقا من منطقة تل الهوى غرب المدينة، ومحمور صلاح الدين جنوبا، وتتمركز قرب تقاطع شارع 8 مع شارع صلاح الدين وسط قصف من طائرات الاحتلال الحربية وإطلاق قذائف مدفعية طالت عددا من منازل المواطنين، ما أدى إلى سقوط 15 شهيدا على الأقل والعشرات من الجرحى.
وأطلقت مسيرات صهيونية النار تجاه المواطنين الذين يتحركون بين الأزقة والشوارع الفرعية في الحي، حيث تسبب التوغل الصهيوني في حي الزيتون بنزوح آلاف المواطنين قسرا باتجاه المناطق الغربية من مدينة غزة وتحديدا إلى مستشفى الشفاء ومحيط المستشفى في حي الرمال.
وشنت طائرات الحربية الاحتلال ومدفعيته ودباباته غارات وأطلقت قذائف على عدد من الأحياء السكنية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط 6 شهداء و15 جريحا.
وتواصل آلة الحرب الصهيونية عملياتها في مستشفيي ناصر والأمل غرب المدينة وسط أوضاع مأساوية يعيشها الجرحى والمرضى والطاقم الطبي في مستشفى ناصر، بينما قصف الاحتلال بعدد من القذائف وسط مدينة رفح وغربها، ما أوقع إصابات في صفوف النازحين.
وفي وسط قطاع غزة، قصف الطائرات الحربية الصهيونية عدة منازل في مخيمات النصيرات والبريج والمغازي وفي دير البلح، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين وإصابة نحو 10 آخرين، نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع.
وفي ذات السياق، أطلق جيش الاحتلال النار والقذائف باتجاه المواطنين الذين ينتظرون المساعدات الإنسانية غربي مدينة غزة، كما استشهد ثلاثة مواطنين، في قصف صهيوني استهدف مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
وقصفت قوات الاحتلال منزلا في المخيم، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين، جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، بالإضافة إلى قصف مدفعية الاحتلال منطقة الشعف شرق الشجاعية، فيما قصفت زوارق الاحتلال الحربية سواحل مدينة غزة.
اعتقال 7120 فلسطيني بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي
اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الثلاثاء، 20 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية، بينهم اثنان من محرري صفقة التبادل الأخيرة، و بذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بالضفة منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 7120 فلسطيني.
وحسب بيان لهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، تشمل هذه الحصيلة من جرى اعتقالهم من المنازل وعبر الحواجز العسكرية ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن، في ما توزعت عمليات الاعتقال على محافظات رام الله، الخليل، طولكرم، بيت لحم، نابلس، جنين والقدس.
ورافقت عمليات الاعتقال – يضيف البيان- “عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرح وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الاحتلال الصهيوني يواصل تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة بعد مرور 137 يوما على العدوان والإبادة الجماعية، حيث يرفض الاحتلال تزويد المؤسسات الحقوقية بما فيها الدولية والفلسطينية المختصة أي معطى بشأن مصيرهم وأماكن احتجازهم حتى اليوم، بما فيهم الشهداء من معتقلي غزة.
الأمم المتحدة تحذر من “انفجار” في عدد الشهداء الأطفال في غزة
حذرت الأمم المتحدة من أن النقص المقلق في الغذاء، وسوء التغذية المتفشي والانتشار السريع للأمراض، هي عوامل قد تؤدي إلى “انفجار” في عدد الشهداء الأطفال في قطاع غزة الذي يتعرض إلى عدوان صهيوني همجي منذ السابع أكتوبر الماضي.
قالت وكالات الأمم المتحدة إن الغذاء والمياه النظيفة أصبحا “نادرين جدا” في القطاع الفلسطيني المحاصر، و إن جميع الأطفال الصغار تقريبا يعانون أمراضا معدية.
وقال نائب المدير التنفيذي لليونيسف تيد شيبان، إن غزة على وشك أن تشهد “انفجارا” في عدد الشهداء الأطفال “الذي يمكن تفاديه”، ما من شأنه أن يضاعف مستوى الشهداء الأطفال “الذي لا يطاق أصلا”.
ويتأثر ما لا يقل عن 90 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة في غزة بواحد أو أكثر من الأمراض المعدية، وفق تقرير صادر عن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي. وكان 70 بالمائة قد أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، أي بزيادة قدرها 23 ضعفا مقارنة بعام 2022.
من جهته، قال المكلف بالأوضاع الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايك رايان، إن “الجوع والمرض مزيج قاتل”، مضيفا أن “الأطفال الجائعين والضعفاء والمصابين بصدمات نفسية شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. والأطفال المرضى، خصوصا منهم المصابون بالإسهال، لا يمكنهم امتصاص العناصر الغذائية جيدا”.
ووفقا لتقييم الأمم المتحدة، فإن أكثر من 15بالمائة من الأطفال دون سن الثانية، أو واحد من كل ستة أطفال، يعانون “سوء تغذية حادا” في شمال غزة وهم محرومون بالكامل تقريبا من المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن هذه البيانات جمعت في جانفي الماضي، ويرجح أن يكون الوضع حاليا “أكثر خطورة”.
وفي جنوب قطاع غزة، يعاني 5 بالمائة من الأطفال دون سن الثانية سوء تغذية حادا، وفقا للتقييم.
في السياق ذاته أكدت الوكالات الأممية أن “هذا التدهور في الوضع الغذائي” لشعب خلال أربعة أشهر هو أمر “غير مسبوق على مستوى العالم”.
ويشن الاحتلال الصهيوني عدوانا همجيا ووحشيا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، ما أدى إلى استشهاد 29029 فلسطيني و إصابة 69028 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.