دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى “إصلاح جدي” لتركيبة مجلس الامن الدولي ومنهاج عمله.
قال غوتيريش، في كلمة أمام الدورة الـ55 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، إن “افتقار مجلس الأمن إلى الوحدة، يقوض سلطته بشدة وربما بشكل قاتل”، مضيفا أن “مجلس الأمن يحتاج إلى إصلاح جدي لتكوينه وأساليب عمله”.
وتابع أنه “لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”، مشيرا إلى أنه “استند إلى المادة 99 لأول مرة خلال ولايته لممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط على المجلس لبذل كل ما في وسعه لإنهاء إراقة الدماء في غزة ومنع التصعيد لكنها لم تكن كافية ولا يزال القانون الإنساني الدولي يتعرض للهجوم”.
وأوضح أن “عشرات الآلاف من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال قتلوا في غزة كما لا تزال المساعدات الإنسانية غير كافية على الإطلاق”، مؤكدا أن ” معبر رفح هو جوهر عملية المساعدات الإنسانية وأن الأونروا هي العمود الفقري لذلك الجهد “.
وشدد على أن هجوم الاحتلال الصهيوني الشامل على المدينة (رفح) “لن يكون مرعبا لأكثر من مليون مدني فلسطيني يلجؤون إليها فحسب ولكن من شأنه أن يدق المسمار الأخير في نعش برامج المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة”.
وكرر غوتيريش، دعوته إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، مؤكدا أن العنف وانتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالنزاعات تتزايد في كل أنحاء العالم وأن القانون الدولي الإنساني واضح وأنه يجب على جميع الأطراف التمييز بين المدنيين والمقاتلين في جميع الأوقات.
وشدد على ضرورة حظر الهجمات على المدنيين أو البنية التحتية المحمية بما في ذلك المدارس والمستشفيات وكذلك حظر الهجمات العشوائية والهجمات التي يكون فيها احتمال وفاة المدنيين غير متناسب مع الميزة العسكرية المحتملة.
وأوضح غوتيريش أن القانون الدولي الإنساني واضح في حظر التهجير القسري، كما يحظر أخذ الأشخاص واحتجازهم واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وكذلك يحظر العقاب الجماعي واستخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب.
وقال إن جميع ما يتم تداوله بخصوص الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة تتطلب إجراء تحقيق عاجل ومحاسبة، مؤكدا أن الأمم المتحدة مصممة على اتخاذ مثل هذا الإجراء فيما يتعلق بالادعاءات الموجهة ضد موظفيها.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة ترويع المدنيين وحرمانهم من الغذاء والماء والرعاية الصحية، معتبرا أنها وصفة للعزلة والتطرف والصراع الذي لا نهاية له، وشدد على أن دعاة الحرب اليوم لا يستطيعون محو درس الماضي الواضح.