أحسنت مصالح الدّرك الوطني بوهران، وهي تلقي القبض على (متهوّر متنطّع) لم يكتف بالمخاطرة بروحه وبأرواح النّاس الذين تلقي بهم تصاريف الأقدار في طريقه، وراح ينشر فيديوهات عن (تهوّره) في السياقة على منصة «تيك توك»، بمنتهى (الفخر)، وهو يحسب أنه (يضاهي شوماخر) في القيادة، ويحقق (الشهرة والريادة)، إلى أن تنزلت عليه «صواعق» القانون، وتم تسليمه إلى وكيل الجمهورية كي يعيد له رشده..
والحق أن كثيرا من مستعملي منصّات التواصل الاجتماعي، لا يدركون أن «الكلمة» و»الصورة» و»الفيديو»، مسؤولية عظيمة ينبغي الوقوف عندها، فتجد من ينشرون كلاما أعاذنا الله منه، ويروّجون لصور تقرف منها النفوس، ولا يجدون حرجا في التعبير عن (الكراهية) و(الازدراء)، بل و(يتعالون علوّا كبيرا) في إطلاق الأحكام، وزرع الإشاعات، وارتكاب الموبقات، وكأنهم لا يعلمون أن ما يسوّقون له من الحماقات الفردية، لا يتوقف عند حدود (الحومة)، وإنما يخترق الآفاق كي يقع بين أيادي من يصيدون في المياه العكرة، فيسحبونه على الأمة كاملة، ويتوكأون عليه في النيل منها، وقد يتّخذون منه ذريعة لتمرير كثير من البهتان والأراجيف..
ولا ننكر على مستعملي «التواصل الاجتماعي» حريتهم في النشر، ولا حقّهم في التّعبير، غير أن الأمر يتعدى الحريات الشخصية حين يتعلق بما يمكن أن يضرّ بالأمة، ويلصق بها ما ليس من تقاليدها وأعرافها وعاداتها الاجتماعية، ويكوّن عنها – في المخيال العام – صورة لا تليق بها، ولا بتاريخها الإنساني الناصع..
وإذا كانت منصات التواصل الاجتماعي (نفسها)، تضع شروطا للنشر، ومحاذير تُقصي كل من يتجرأ عليها؛ فالأولى أن يكون لكل مجتمع شروطه التي تحميه ممّا يتلصّق به ظلما، بسبب أولئك الذين لا يدركون أن الكلمة مسؤولية..