يتحدث رئيس النادي الاقتصادي الجزائري، والخبير في غيار السيارات، عن آفاق واعدة في تركيب السيارات بالجزائر، وما تتطلبه من مصنعين لقطاع الغيار وشركات مناولة، وسواعد جزائرية مؤهلة يُعتمد عليها في مواكبة تصنيع محلي ذي جودة..
نعود مع الخبير سعيد منصور، للحديث عن مشاركة جزائرية مميزة لمصنعين محليين في صالون معدات السيارات، في الطبعة الـ 17 التي جرت قبل أيام، في حدث جمع بين من 400 عارض وعلامة تجارية من 15 دولة.
سجل الحدث مشاركة متعاملين ومهنيين كثر، محليون وأجانب، في تصنيع قطاع غيار المركبات، وتواجد العارضون الجزائريون بنسبة 30 بالمائة من المشاركة العامة في الصالون.
فرص..
يرى منصور أن لصناعة السيارات في الجزائر مستقبل وآفاق واعدة، اذ يتيح تصنيع قطاع الغيار بأنواعها فرصا عديدة وهامة لفائدة الشباب والمصنعين المحليين لمرافقة علامة تصنيع المركبات.
ويفصل المتحدث أكثر بالحديث عن تصنيع قطاع الغيار الذي ينقسم، بحسبه- إلى نوعين:
النوع الأول، العلامة الأولى من القطعة توجه لمصنعي السيارات وتدخل في تركيبة السيارة، تخضع إلى دفتر شروط معين يفرضه صانع المركبة، الذي يطلب مواصفات وشروط كثيرة.
وفي هذا النوع، هناك جانب آخر يخص الصيانة بالنسبة لقطع الغيار للسيارات الجديدة، وهي قطع يحتاجها مركب السيارة الذي يمنح للزبون الضمان، سواء بالمسافة (كليومترات) أو المدة.
النوع الثاني، هي قطع غيار موجهة للسيارات، التي يتجاوز سنها أكثر من 3 سنوات، وهناك صناعة أخرى لقطاع الغيار تسمى المناولة. يقول: “في الجزائر، بإمكاننا تصنيع هذه الأنواع وفق شروط ومعايير معينة، تصنيع القطع لابد أن يمر على مخابر حتى لا نقع في مشاكل السلامة وحوادث المرور”.
مع المقاربة الجديدة لتركيب السيارات في الجزائر، يكون هذا النوع من تصنيع قطاع الغيار، فاتحا لآفاق كبيرة للشباب، خاصة أن هناك قطع غيار لا تترتب عنها مخاطر كبيرة في السيارة، ويمكن بداية تصنيعها.
ويتابع قوله: “هذا الجانب يمكن أن يضم كثير من المناولين، ويعطي فرصة للشباب في تصنيع قطاع الغيار.”
يد عاملة مؤهلة
في سياق الحديث عن تصنيع قطاع الغيار محليا، يبرز منصور أهمية العمل على تكوين يد عاملة جزائرية مؤهلة: “التكوين جانب أساسي، عندما نتكلم عن أي صناعة يتطلب الأمر يد عاملة مؤهلة، لدينا اتفاقيات مع مدارس دولية في تصنيع قطاع الغيار.”
ويوضح المصدر أن التأهيل يضمن جودة وصناعة حقيقية، ويواصل: ” في النادي، لدينا اتفاقية مع شركة سويسرية، وهي علامة دولية كبيرة في صناعة قطع غيار السيارات تضم حوالي 275 مصنع لقطع غيار موجهة لتصنيع السيارات لفائدة كبرى العلامات.”
في هذا الشق، يشير المتحدث، أيضا، إلى اتفاقية مبرمة مع وزارة التكوين المهنيين تستهدف إدخال أدوات تكنولوجية حديثة وآليات الكرتونية، بغرض تكوين الشباب على مستوى مؤسسات وزارة التكوين المهني.
ويتابع قوله: ” من أجل تطوير صناعة قطاع الغيار يجب المرور على التكوين، هو تصورنا لمستقبل السيارات في الجزائر، الذي يجب أن يتركز على نظرة واقعية وسياسة واضحة.”
ويشير سعيد منصور إلى ما تضمنه دفتر شروط تركيب السيارات بالجزائر، خاصة المواد 26، 27، 28 و29، المتعلقة بنسبة الإدماج والتصنيع المحلي.
من هذا المنظور، يرى رئيس النادي الاقتصادي الجزائري، وهو جمعية وطنية معتمدة، أن قطاع الغيار صناعة تتيح فرصا واعدة، شرط الاعتماد التكوين وتوفير المادة الأولية، إلى جانب دراسة السوق لتوفير قطع لمصنعي السيارات بأسعار تنافسية ” كل صانع يدرس سعر القطعة، ونحن نريد أن نصنع سيارة بأقل تكلفة من السيارة المستوردة.”
ويكتسي سوق السيارات، وفق المتحدث، أهمية بالغة في اقتصاد أي دولة، لأنه يمثل شريان حياة لكثير من القطاعات.
يقول في هذا الجانب: ” عندما نتحدث عن سوق السيارات نتحدث عن قطاعات حيوية، منها قطاع النقل والمواصلات، حظيرة المركبات تلعب دورا كبيرا..” ويضيف: ” لا يمكن مثلا نقل أشخاص وبضائع دون مركبات، لذلك لسوق المركبات مساهمة كبيرة في اقتصاد أي دولة، الجزائر بلد شاسع ويمكن أن تكون لنا مناطق صناعية خارج المدن الكبرى أو في الحدود، وبالتالي تمثل المواصلات حلقة إستراتيجية.”
وأتاح صالون “ايكيب أوتو” في طبعته الـ 17 ( من 26 إلى 29 فيفري المنقضي)، فرصة للتعرف عن مصنعين محليين لقطاع الغيار، وما يعرضونه من منتجات.
وتعد شركة “أف تي بي”، من ضمن مؤسسات محلية كثيرة تصنع قطع غيار. تختص هذه الشركة في صناعة قطع بلاستيكية ومعدنية، مثل قارورات المياه، أنابيب، ومروحات، يقول مديريها التجاري، في حديث مع “الشعب أونلاين”، أن الشركة بلغت مستوى تصنيع 100 قطعة غيار.