أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الأربعاء بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس بالعاصمة، على افتتاح الملتقى الوطني للذاكرة واشكالية كتابة التاريخ الوطني.
وفي هذا الصدد، أبرز الوزير أهمية الملتقى وابعاده الاستيراتيجية بما سيطرحه أهل الاختصاص من افكار وما تحتويه ورشاته من مناظرات ومناقشات تميط اللثام عن العديد من الاليات العلمية الأكاديمية بعيدا عن محاولات تسطيح القضايا المتعلقة بالتاريخ والذاكرة، ووضع مناهج دقيقة لترقية الخطاب التاريخي بما يتوافق مع العمق التاريخي والأهداف المحددة للدولة بنظرة استشرافية مؤسسة على قاعدة متينة من القيم الراسخة والمبادئ الثابتة.
وأضاف ربيقة: “اليوم ونحن نستفتح شهر مارس الشهداء ونقلب بافتخار صحف ذاكراتنا المجيدة فتنبري أمامنا مآثر خالدة.. نستحضرها في هذا الصرح المتميز مبعث الإعتزاز والفخر، ورمز من رموز الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني”.
وأوضح وزير المجاهدين، أن بناء التاريخ لا يكتمل الا بتكامل الأجيال وتوارث الافكار والقيم وتثمين المناقب ضمن رؤية واعية، وقال ان الذاكرة والتاريخ الوطني هو إحدى الركائز التي يوليها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اهتماما بالغا لما في هذه الذاكرة من وحدة الوجود للأمة ووحدة المصير بكل ابعاده المادية والنفسية والعقدية”.
وأضاف ربيقة “هي الاسمنت المسلح الذي يؤزر اللحمة الشعبية وتماسك الجبهة الداخلية لأمتنا ويوصلها بكل اعتزاز وفخر لذاتها وبتضحيات نسائها ورجالها الذين بفضل تضحيات الجسام صمدت الجزائر ضد كل المظالم والغزوات، واستطاعت ان تقوم بمقاومة وجود وهذا ما اكسبها احترام وتقدير وتبجيل الأمم والشعوب “.
وقال ربيقة: “الثورة الجزائرية رمزا وقدوة تأسى بها كل المستضعفين في سبيل استرجاع حقوقهم،وليس غريبا على جزائر القيم الموروثة من تاريخنا المجيد ان تظل وفية للمبادئ الإنسانية الكبرى كالدفاع عن حق مصير الشعوب وحريتها..ولا أدل على ذلك المواقف المشرفة للجزائر ومصداقيتها المشهودة في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضية الفلسطينية والصحراء الغربية وكل القضايا العادلة في العالم “.
وأبرز ربيقة، مسؤولية قطاع المجاهدين في الدفاع عن ذاكرة الأمة وتاريخها وخاصة مسؤولية المؤرخين والباحثين في البحث التاريخي برؤية واعية سديدة.
وأشار وزير المجاهدين الى الملتقيات والندوات والأيام الدراسية التي نظمها القطاع بهدف مواجهة ما يتم تداوله من افكار ورؤى حول تاريخنا بنظرة الآخر او محاولات السطو عليه، ودعا الباحثين والمؤرخين لمرافقة القطاع في مجال كتابة التاريخ لتبليغ الرسالة التاريخية على اكمل وجه.
استرجاع 2مليون وثيقة والأرشيف العثماني
وكشف عضو اللجنة المشتركة الجزائرية الفرنسية للذاكرة والتاريخ عن قرارات أسفر عنها اللقاء ما قبل الأخير في قسنطينة وهي استرجاع 2 مليون وثيقة والارشيف العثماني ما قبل 1830.
وأضاف أن اللقاء الأخير في باريس منذ خمسة عشرة يوما مكن الطرف الجزائري من الوقوف على المراكز المدنية والعسكرية في فرنسا وحالة الارشيف فيها وتحديد الارشيف والإطلاع على محتوى الوثائق .
وأكد عضو اللجنة المشتركة الجزائرية الفرنسية، انه اتفق مع الطرف الفرنسي على رقمنتها ثم استرجاعها ورقيا، وأشار الى أن اللجنة وقفت على ادوات منهوبة منها كتابات ومخطوطات وألبسة وأسلحة الأمير عبد القادر.
وقال: “اللجنة اليوم يمكنها الاطلاع على كل المعلومات للحوار مع الطرف الفرنسي واسترجاع كل ما نهب ما بين 1830 و1962، وأول ما نهب هو دار المال او كنز الجزائر”.
وتطرق باحثون إلى مسألة التحريف والتزييف والأخطر سرقة التاريخ، وأعطى مثال عن الشيخ بوعمامة الذي أصبح بطل مغربي ويدرس على هذا الأساس.
ودعا المؤرخ العربي الزبيري، الى انشاء مدرسة تاريخية كي لا نترك للعدو فرصة التلاعب بتاريخنا، وأكد ان المدرسة الجزائرية للتاريخ هي التي تضع المصطلحات والمفاهيم.