تتعرض نحو 52 ألف امرأة حامل في غزة لمخاطر صحية كبيرة، بسبب انهيار النظام الصحي، في ضوء العدوان الصهيوني الهمجي على القطاع، بحسب منظمة الصحة العالمية.
أفادت تقارير فلسطينية وأممية بأن المخاوف من المخاطر لا تقتصر على الولادة نفسها، حيث تثير الظروف الكارثية والموت المنتشر في كل مكان الخوف في نفوس النسوة الحوامل بل تتعداها إلى تحديات عديدة أخرى تتعلق بإبقاء الأطفال على قيد الحياة في ظل الحرمان من المواد الأساسية كالماء والغذاء.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى وجود 12 مستشفى يعمل جزئيا في قطاع غزة، بما في ذلك ستة في الشمال وأخرى في الجنوب، بالإضافة إلى ثلاثة مستشفيات ميدانية تعمل جزئيا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فيما تعمل سبعة فقط من المراكز الصحية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين البالغ عددها 23 مركزا.
وقال الطبيب الفرنسي رافاييل بيتي الذي كان يقوم بمهمة في جنوب قطاع غزة: أن “المستشفى غير قادر على تحديد موعد للمتابعة. هذا مستحيل لأن هناك أشخاصا كثيرين يقصدونه”.
وأوضحت التقارير الصحية أن الخطر لا يهدد النساء اللواتي اقترب موعد وضعهن، بل أن جميع النساء الحوامل معرضات للخطر بسبب نقص الغذاء في ضوء تواصل العدوان الصهيوني على القطاع.
وذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن 62 حزمة مساعدات من المواد الخاصة بحالات الولادة تنتظر السماح لها بالدخول عبر معبر رفح.
وأضاف الصندوق في تقرير له الشهر الماضي أن انتشار المراحيض والحمامات غير الصحية يؤدي إلى التهابات المسالك البولية الخطرة على نطاق واسع، فيما تواجه 95% من النساء الحوامل أو المرضعات نقصا غذائيا حادا، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”.
من جهتها، قالت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية دومينيك ألن: “هناك العديد من الأزمات في المنطقة التي تعتبر كارثية بالنسبة إلى النساء الحوامل” مضيفة أنه بسبب الكثافة السكانية في غزة وغياب أماكن آمنة، الوضع “أسوأ من كل كوابيسنا”.
وتعاني عشرات الآلاف من النساء الحوامل يعانين من الجوع الشديد بسبب الأزمة الغذائية المتصاعدة في غزة، كما تعاني الأمهات من سوء التغذية، ما يحد من قدرتهن على إرضاع أطفالهن حديثي الولادة من خلال الرضاعة الطبيعية، بحسب مؤسسة “أكشن إيد” فلسطين.
ويعاني 71% من سكان غزة حاليا من الجوع الحاد في حين أن 98% من السكان ليس لديهم ما يكفي من الطعام، حسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.