قدّمت منصّات التّواصل الاجتماعي الميتاوية (نسبة إلى شركة ميتا)، أمس الأول، برهانا جديدا على أنّها يمكن أن تضع العالم برمّته في (الحيص بيص)، بعد أن صدّت «الفسابكة» و»المسانجرة» وقبائل «الانستغرام» عن بلوغ غاياتهم من منصاتهم، وفرضت عليهم الانصياع لرسائل توحي أن الحسابات تعرّضت إلى القرصنة..
ولم يدم العطل (لحسن حظ العالم) سوى ساعات معدودة، وخرج مسؤولو ميتا لـ (يوضّحوا) و(يشرحوا) ويبيّنوا أنّ المسألة متعلقة بـ «تحيين» معيّن احتاجت إليه (ميتا)، دون أن تضع في حسبانها أن البرنامج الجديد يمكن أن يعطّل مشاغل شعوب المنصّات..وكل شيء على ما يرام..
أما المشكلة، فهي أنّ السيدة «ميتا» لم تمرّ مطلقا بجانب الحدث الكبير الذي تزامن مع العطل إياه، فقد (ضربت النّح) ولم تخبر أحدا بأنّ عطلها (المبارك) تزامن مع الانتخابات المعروفة في الولايات المتحدة الأمريكية بـ (السوبر توزداي)، وهي التي حقّق بها مرشّح الجمهوريين، دونالد ترامب، فوزا ساحقا على غريمه الشيخ بايدن، وهذا ما وضعت تحته بعض وسائل الإعلام سطرا خشنا، على أساس أنّ ترامب يمكن أن يحتفظ لـ «ميتا» بـ (غراف ملح)..
على كل حال، لا يمكن لنا سوى الاكتفاء بالعذر الذي قدّمته «ميتا»، فنحن لا نشتغل بالتّخمين، ولا نلهث وراء التأويل، وليس من أخلاقنا قراءة النوايا، غير أنّنا وجدنا «العطل» سانحة جيدة للتذكير بما سبق، ودعونا إليه من ضرورة اكتساب التكنولوجيات الحديثة، وتوطين المعارف، والرهان على المادة الرمادية المحلية، حتى لا نكون رهائن عند أيّ كان..وليس عنّا ببعيد ذلك الحصار الرهيب الذي نال من جميع «الفسابكة» بحاضنتنا العربية، بسبب منشورات بسيطة ترفض حرب الإبادة الصهيونية بفلسطين..