تحيي المرأة الجزائرية غدا الجمعة يومها العالمي الموافق للثامن مارس من كل سنة وهي تتبوأ مكانة مرموقة بعد مكاسب هامة تحققت لها في ظل جزائر جديدة أرسى دعائمها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مما سمح لها باعتلاء مراتب متقدمة في شتى المجالات بفضل بيئة مشجعة وإطار تشريعي يكرس المناصفة والمساواة.
المرأة الجزائرية أضحت عماد مسيرة الجزائر الجديدة نحو الاستثمار في الإنسان وفي الكفاءة والتميز ونحو التأسيس لثقافة النزاهة وقيمة العمل ونبذ كل أشكال الفساد في عهد جديد, لا ولاء فيه إلا للجزائر, مثلما أكد عليه رئيس الجمهورية, في مناسبة سابقة، مبرزا أن الجزائر كرست في تشريعاتها مبدأ المناصفة وتكافؤ الفرص وأن المرأة تتقاسم مع الرجل قيم المواطنة وتتشارك معه في الحقوق والواجبات.
وحرص رئيس الجمهورية على إيلاء المرأة المكانة التي تستحقها وجعل من ترقيتها والتمكين لها ضمن صدارة التزاماته, كما جعل قضايا المرأة والأسرة من أهم انشغالات الحكومة.
وقد كرست المبادئ الدستورية المساواة بين الجنسين والدفاع عن الحقوق السياسية للمرأة من خلال ضمان حظوظ تمثيلها في المجالس والهيئات المنتخبة بتجسيد مبدأ المناصفة في التمثيل السياسي وتعزيز مكانتها الاجتماعية وحمايتها من جميع أشكال العنف والتمييز.
وتتجلى المساواة في الحقوق السياسية بمشاركة المرأة في الحياة العامة عبر آليات مختلفة تساهم من خلالها في صنع القرار وتحديد السياسات العامة والتأثير فيها, حيث يضمن القانون للمرأة أن تكون على قدم المساواة مع الرجل في تولي الوظائف العليا في الدولة, وهو ما يلاحظ في الحقائب الوزارية المسندة للنساء وتوليهن مناصب سيادية وترأسهن لهيئات دستورية ومؤسسات كبرى, ناهيك عن تواجدهن المتميز على مستوى غرفتي البرلمان والمجالس المنتخبة.
كما تحظى المرأة أيضا بمكانة مرموقة في سلك القضاء وهي تمثل 48 بالمائة من النسبة الإجمالية لعدد القضاة ولديها تمثيل قوي على مستوى القضاء الإداري والمحاكم التجارية المتخصصة, بالإضافة إلى تولي العديد من المناصب النوعية بالجهات القضائية ووظائف سامية بالإدارة المركزية.
المرأة الجزائرية تقتحم مجالات كانت حكرا على الرجل
وتضاعفت في السنوات الأخيرة أعداد النساء حاملات المشاريع وذلك بفضل الأجهزة التي أنشأتها الدولة لاستحداث مؤسسات مصغرة وتعزيز روح المقاولاتية لديهن وتمكينهن اقتصاديا وإشراكهن في مسار التنمية الوطنية وتشجيعهن على خوض غمار المقاولاتية والإسهام في خلق الثروة ومناصب شغل.
ومكنت هذه البيئة المشجعة المرأة الجزائرية من ولوج مجالات وتخصصات كانت إلى وقت قريب حكرا على الرجل.
وفي هذا الصدد, وبفضل حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على تعزيز دور المرأة في جميع مجالات المهنة العسكرية, تألق العنصر النسوي وحقق نتائج باهرة في المجالات العملياتية والرياضية والتكنولوجية وتدعم قوام المعركة للجيش بقائدات للطائرات المقاتلة ومتخصصات في القفز المظلي.
وليس غريبا على المرأة الجزائرية قيامها بمهام الدفاع عن الوطن, وهي التي أعطت إبان ثورة التحرير المجيدة مثالا للشجاعة والفداء وكانت رمزا للنضال من أجل الحرية والانعتاق ودفعت خلال العشرية السوداء ثمن الذود عن الوطن والشرف ولم تتوان مع كل هذا في تأدية رسالة التنشئة وصناعة الأجيال.
ومواصلة لجهودها في تكريس حقوق المرأة, تعتزم الجزائر خلال فترة عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن للأمم المتحدة وبناء على توجيهات رئيس الجمهورية, إدراج موضوع “المرأة والسلم والأمن” كإحدى الأولويات التي ستصبو إلى تحقيقها وتساهم من خلالها في تعزيز دور ومكانة المرأة.