نشط البروفيسور سعيدي مزيان، اسناذ التعليم العالي منتدب مكلف بتدريس التاريخ العسكري والإستيراتيجية العسكرية، ندوة حول فلسطين قضية المسلمين المركزيين “التاريخ، الواقع والمأل”، اليوم السبت، بالمركز الوطني للدراسات الإستيراتيجية الشاملة ببئر خادم.
للاشارة، برمج موضوع الندوة شهور قبل طوفان الأقصى في السابع أكتوبر 2023.
وفي هذا الصدد، استعرض البروفيسور سعيدي، المسار التاريخي للقضية الفلسطينية إلى ما وصلت إليه اليوم وكيف نستشرف واقع القضية في الربع الثاني من القرن ال20، وذلك في 2025، وقال “إن قضية فلسطين قضية المسلمين المركزيين وهي وقف لكل مسلمي العالم وليست قضية خاصة بالفلسطينيين وحدهم.”
الفلسطينيين سبقوا اليهود ب14قرنا
واوضح المحاضر، ان فلسطين منطقة تاريخية وأقدم مدينة فيها هي أريحا 8 الاف سنة قبل الميلاد وهي أرض مقدسة بنص قرٱني دفن فيها الأنبياء، شعبها كنعانيون قدموا من شبه الجزيرة العربية 14قرنا قبل اليهود.
وتطرق استاذ التعليم العالي، إلى اسباب نشأة الصهيونية الإستعمارية، التي صاحبت الإستنارة الأوروبية، وصاحب هذه الفكرة القومية ثيودر هيرتزل، في مؤتمر ضم 300 مفكرا يهوديا، حيث ارتكز مشروع هرتزل على ان حل المشكلة اليهودية لا يتحقق إلا بإقامة وطن قومي يهودي، وعبر عن ذلك في كتابه “الدولة اليهودية”.
وأكد الدكتور سعيدي، ان بريطانيا هي التي سلمت فلسطين لليهود والولايات المتحدة الامريكية رعت ذلك، من خلال وعد بلفور المشؤوم في نوفمبر 1917، واتفاقية سايكس بيكو، لتقسيم فلسطين.
وتحدث المحاضر، عن الهجرات اليهودية الى فلسطين منذ 1948، للسطو على الأراضي الفلسطينية وطرد سكانها الأصليين، وانه منذ 1920 اندلعت انتفاضة القدس ويافا.
واشار إلى أن نتائج حرب 1948 باعلان الكيان الصهيوني هو تهجير الفلسطينيين إلى سوريا، لبنان، والأردن، حيث دمرت 531 قرية ومدينة فلسطينية بالكامل وطهرت عرقيا خلال نكبة فلسطين واستشهد 150.000 .
واضاف إن حرب 1967 كانت هزيمة مرة للجيوش العربية، واحنل الصهاينة بقية الأراضي الفلسطينية بما فيها الجولان، لتأتي بعدها مسألة تهويد القدس والسيطرة على 86% منه، وملئه بالمهاجرين اليهود واحراق المسجد الأقصى في 1969، وبناء حائط المبكى على الأوقاف الجزائرية.
واشار البروفيسور سعيدي، إلى أنه بعد حرب 1967 تراجع الدعم العربي الرسمي للمقاومة الفلسطينية وهو ضربة قوية لها، وايضا اتفاقية أوسلو، وتحدث المحاضر عن أول انتفاضة في 1987-1993، التي تعرف بانتفاضة أطفال الحجارة التي دامت ست سنوات.
إضافة إلى انتفاضة الأقصى في 2000-2005، واخرها عملية طوفان الأقصى او حرب حماس وإسرائيل التي اسفرت عن استشهاد 30 ألف فلسطيني لحد الأن.
واستعرض المؤرخ، قائمة المرتزقة في الجيش الصهيوني، 3804 من فرنسا، 3142 بريطانيا، 379 كندا، 1653 من ايطاليا، 2051 جندي من ألمانيا، 1720 من الهند، 1580 من أثيوبيا، 2584 من الولايات المتحدة الأمريكية، 1462من جنوب السودان، 1158 من بولندا وأوكرانيا، و945 من السلفادور، 810 من الهندوراس، 416 من الأرجنتين، 114 من إقليم شمال العراق، و74 تايلندا، ناهيك عن الأسطول البحري الأمريكي وفرق المشاة البريطانية.
وأشار إلى أبشع الجرائم في حق الفلسطينيين هي اختطاف 100 مواطن فلسطيني من غزة وبعد 11يوما تعاد جثثهم هامدة في أكياس بلاستيكية بدون اعضاء بشرية وسرقة القلوب والكلى.
مخطط تهجير أكبر عدد من الفلسطينيين
وعن مستقبل فلسطين، أوضح البروفيسور سعيدي، ان المخطط الصهيوني قاىم على الإجتياح البري لغزة يكون عنيفا حتى يؤدي إلى تهجير أكبر قدر ممكن من المدنيين من غزة نحو سيناء ويضمن عدم جر مصر إلى حرب او مواجهة حقيقية مع الكيان الصهيوني، لأن خسائره على الجميع، ولأن مصر ليست أي دولة أو أي جيش واستغلال الأزمة الاقتصادية الحادة في مصر للضغط عليها لقبول الأمر واغراءات خاصة بالديون وغيرها.
وأشار إلى أن صحيفة كالكاليست، العبرية كشفت عن مخطط إنشاء مدن خيام في شبه جزيرة سيناء جنوب غربي قطاع غزة، وانشاء ممر إنساني لمساعدة السكان وبناء مدن في شمال سناء، وايضا إنشاء منطقة مراقبة داخل مصر جنوبي الحدود مع اسرائيل حتى لا يتمكن السكان الذين تم اجلاؤهم من العودة.
وتطرق المحاضر، إلى الغاز والبترول الفلسطيني الذي اكتشفه الكيان الصهيوني وهدفها ان تتحول إلى واحدة من أكبر مصدري الغاز حول العالم، حيث دعت العديد من شركات الطاقة العالمية للتنقيب عن الغاز و النفط قبالة سواحل قطاع غزة.
وأضاف: “في أوت 2023، صادقت الحكومة الصهيونية على قرار يسمح بتوسيع إنتاج الغاز من تمار بنسبة 60%، ابتداء من 2026 لضمان امدادات الغاز للإقتصاد اليهودي بانتظام حتى 2048، وزيادة صادرات الغاز إلى مصر بنسبة 35%”.