أشاد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، السفير عمار بن جامع، بنضال المرأة الجزائرية البطولي من أجل الاستقلال وحيا كفاح وصمود المرأة الفلسطينية، الذي يعكس صورة النضال الذي تميزت به النساء الجزائريات أثناء الاستعمار.
لدى مشاركته في نقاش حول وضع المرأة تحت الاحتلال الأجنبي، منظم على هامش أشغال لجنة وضع المرأة للأمم المتحدة، كرس السفير بن جامع مداخلته لتكريم الإرث الدائم والمتواصل للمرأة الجزائرية في نضالها البطولي من أجل الاستقلال.
وأشار بن جامع إلى أن “132 سنة من الحكم الاستعماري في الجزائر، شهدت بروزا ليس فقط لأبطال وكذلك لبطلات ورموز نسائية لعبن دورا محوريا طوعيا متساويا مع نظرائهن من الرجال”، مضيفا أن تاريخ الجزائر “مرتبط ارتباطا وثيقا بأسماء المقاتلات والشهيدات اللاتي يعتبرن نموذجا في الشجاعة والتضحية، وأن النساء الجزائريات جسدن روح الإيثار والالتزام الراسخ لتكنن مصدر إلهام دائم للأجيال الموالية، إذ يمتد إرثهن إلى ما وراء الحدود الجزائرية، ملهمين بذلك نضال النساء العربيات والإفريقيات الساعيات إلى التحرر، لاسيما النساء الفلسطينيات و الصحراويات”.
وتابع الممثل الدائم أن “المرأة الجزائرية لعبت أدوارا عديدة ومتنوعة كانت حاسمة في تحقيق استقلال الجزائر، ثم انتقل هذا الإرث المشبع بقيم التحرر من جيل لآخر”، وقال إن “هذه الروح الرائدة للمرأة الجزائرية لم تتوقف مع الثورة، إذ أن المرأة لا تزال تعتبر حجر الزاوية في المجتمع الجزائري من خلال المساهمة في جميع مجالات بناء الوطن”.
كما ذكر السفير بن جامع بـ”الثمن الباهظ لهذه التضحيات، إذ دفعت المرأة الجزائرية ضريبة الدفاع عن وطنها وتعرضت إلى أسوأ أساليب القمع والاضطهاد والممارسات الوحشية من طرف قوات الاحتلال وتعرضت إلى الاعتقال والسجن وإلى شتى أنواع التعذيب والتنكيل والاغتصاب من طرف قوات الاحتلال”.
واغتنم السفير بن جامع هذه الفرصة لتسليط الضوء على الوضع الحالي للنساء الفلسطينيات، خاصة في غزة “اللاتي يعانين اليوم تحديات إنسانية في غاية الفظاعة”، مشيرا إلى أن “كفاح وصمود المرأة الفلسطينية البطلة يعكس صورة النضال الذي تميزت به النساء الجزائريات أثناء الاستعمار”. وشدد على “ضرورة إنهاء معاناة النساء الفلسطينيات الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود إرادة سياسية حقيقية لوضع حد للإبادة الجماعية الذي يتعرض لها سكان قطاع غزة فورا”.
وفي ختام كلمته، أكد السفير بن جامع بنيويورك على “ضرورة السعي من أجل بناء مستقبل يمكن فيه للنساء في جميع أنحاء العالم ممارسة حقوقهن الأساسية والمساهمة بشكل كامل في تنمية مجتمعاتهن”.