قدمت دراسة جديدة تفاصيل دقيقة لم يسبق الكشف عنها، حول آليات عمل الدماغ لمساعدة الإنسان على التركيز والانتباه في البيئة التي فيها الكثير من المشتتات والضجيج.
أجرى الدراسة باحثون في معهد كارني لعلوم الدماغ في جامعة براون الأميركية، ونشرت في بداية مارس الجاري في مجلة “نيتشر هيومان بيهيفير” ، وكتب عنها موقع “ساينس ديلي”.
وكانت دراسة نفسية سابقة بينت أنه بإمكان الإنسان التحكم في مدى تركيزه. وذلك عن طريق تعزيز المعلومات ذات الصلة بالموضوع. وقدرته على تصفية الذهن من عوامل الإلهاء، إلا أن هذه الدراسة كشفت عن طبيعة العمليات التي تمكن الدماغ من تنظيم هاتين الوظيفتين.
وشبهها المؤلف الرئيسي وعالم الأعصاب هاريسون ريتز، بالعمليات التي تساعد في تنظيم نشاط العضلات اللازم لأداء المهام البدنية. فكما أنه باستطاعتنا التحكم بأكثر من 50 عضلة لأداء مهمة بدنية في وقت واحد مثل الكتابة أو الخياطة، وجد أنه بإمكاننا أيضا التحكم بأشكال متعددة من الانتباه لأداء بعض الأعمال الذهنية ببراعة.
وتقدم نتائج هذه الدراسة تصورا واضحا عن كيفية استخدام الإنسان لقوة الانتباه، وتسهم هذه النتائج في فهم هذه القدرة الاستثنائية على إظهار مرونة إدراكية هائلة وقتما نشاء عندما نولي اهتمامًا لأمر ما، كما تساعدنا أيضًا في فهم القيود التي تحد من تلك المرونة. وكيف يمكن أن تظهر هذه القيود في بعض الاضطرابات المتعلقة بالانتباه مثل حالة فرط الحركة وقلة التركيز.
وتسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية التنظيم العقلي للمعلومات التي تصل الدماغ وقدرته على ضبط عوامل الإلهاء. وتركيز الانتباه، حيث تبين أن هذه القدرات هي عوامل مهمة في عمليات الإدراك بشكل أكبر من القدرات العقلية ذاتها.
ولطالما نسبت قلة التركيز إلى نقص في قدرات الشخص العقلية أو الحسابية، وهذه فكرة خاطئة. حيث أظهرت نتائج هذه الدراسة أن هنالك سببا مختلفا لعدم التركيز طوال الوقت. فقلة التركيز لا تعني بالضرورة أن أدمغتنا بسيطة أو أن قدراتنا العقلية ضعيفة. ولكن بدلًا من ذلك، فإنها تدل على أن أدمغتنا معقدة حقا.