تجري وكالة الفضاء الأمريكية بحوثا لإيجاد علاج لمرض السرطان، وذلك استفادة من خصائص الفضاء، حيث انعدام الجاذبية فيه يجعل الخلايا تشيخ بسرعة أكبر.
نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بيل نيلسون رئيس وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إن الأمر لا يقتصر على أن الخلايا تشيخ بسرعة أكبر مما يتيح تسريع الأبحاث، لكن بنيتها تكون أيضا أكثر “نقاوة”.
وأشار إلى أن هذه المعطيات استهوت شركة “ميرك” العملاقة للصناعات الدوائية. فقررت إجراء بحث في محطة الفضاء الدولية يتعلق بدواء بيمبروليزوماب المضاد للسرطان. والذي يتلقاه المرضى اليوم بواسطة الحقن في الوريد، موضحا أنه من الصعوبة بمكان تحويل المكون الرئيسي لهذا الدواء إلى سائل. ويكمن الحل الوحيد في إعطائه الشكل البلوري. وهي عملية شائعة لتصنيع الأدوية.
وكانت الشركة قد أجرت عام 2017، تجربة في الفضاء لمعرفة ما إذا كانت البلورات تتشكل فيه بشكل أفضل مما تفعل على الأرض.
وقال إنه على الرغم من أن البحوث العلمية المتعلقة بالسرطان. في الفضاء بدأت قبل أكثر من 40 عاما. إلا أنها أصبحت “ثورية” في السنوات الأخيرة.
وتوصلت شركة “ميرك” إلى تقنيات لمحاكاة تأثيرات هذه البلورات على الأرض، وتسعى إلى إنتاج دواء يمكن إعطاؤه حقنا وحفظه في درجة حرارة الغرفة. لكن إعادة إنتاجه ليست بالأمر السهل، وقد تستغرق البحوث سنوات قبل جعل البيمبروليزوماب متاحا بشكل أكبر.
يذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن جعل من هذا الملف محورا رئيسيا لسياسته من خلال مبادرة “كانسر مونشوت” والتي تهدف إلى خفض معدل الوفيات بالسرطان. إلى النصف خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة. وتفادي وفاة أربعة ملايين شخص، وفقا لأرقام البيت الأبيض. بالمرض الخبيث الذي يشكل السبب الثاني للوفيات في الولايات المتحدة بعد أمراض القلب.