ثمن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال ترؤّسه اجتماعا لمجلس الوزراء، «الأداء المشرف» للبعثة الدبلوماسية الجزائرية بالأمم المتحدة، وعلى رأسها المندوب الدائم للجزائر، السفير عمار بن جامع، الذي قدم خلال شهر فيفري المنصرم مداخلة تاريخية أمام ممثلي أكبر الدول الغربية في مجلس الأمن.
تأتي هذه التصريحات في ظل تولي الجزائر العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن اعتبارًا من جانفي 2024 ومدتها عامان، حيث أظهرت الدبلوماسية الجزائرية بشكل ملموس التزامها بقضايا العدالة الدولية، وتحديدًا قضية فلسطين، من خلال تقديم عدة مشاريع قرارات تدافع عن حقوق الفلسطينيين.
الدفاع عن القضية الفلسطينية
جاء هذا التقدير بعد عرض قدمه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، حول المستجدات الدولية، لاسيما التطورات الحاصلة في القضية الفلسطينية على مستوى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. وتأتي هذه الإشادة في سياق حراك دبلوماسي نشط للجزائر، في المجلس.
ومنذ توليها مهامها، قدمت الجزائر العديد من مشاريع القرارات للدفاع عن القضية الفلسطينية، وفضح الكيان الصهيوني، خاصة محاولاته تهجير أكثر من (2) مليوني فلسطيني من قطاع غزة أمام مَرْأَى المجتمع الدولي والذي يلتزم الصمت في وضع غريب يفضح سياسة الكيل بمكيالين التي يمارسها الغرب في تعاطيه مع القضايا الدولية.
كما دعمت الجزائر جهود دولة جنوب إفريقيا الساعة لتجريم الكيان الصهيوني أمام محكمة الجنايات الدولية، ودعت في مجلس الأمن الى تطبيق مخرجات المحكمة فيما يتعلق بإيقاف العدوان ومحاسبة المسؤولين في الكيان الصهيوني والذين دعوا إلى إبادة الفلسطينيين إلى ما يرتقي جرائم حرب.
امتداد لدعم تاريخي
تعتبر مساعي البعثة الجزائرية امتداداً لدعم دبلوماسي جزائري راسخ للفلسطينيين، حيث كانت الجزائر أول من أدخل الصوت الفلسطيني إلى الأمم المتحدة العام 1974 بفضل نشاط الرئيس الراحل هواري بومدين صاحب المقولة المشهورة، «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة».
وتُضاف هذه الجهود إلى سجل إنجازات الجزائر في دعم القضية الفلسطينية، من إعلان دولة فلسطين من الجزائر سنة 1988، إلى الاجتماع الشهير الذي تم في أكتوبر 2022 والذي شمل أكثر من 14 فصيلا فلسطينيا لحل المشاكل العالقة بين مختلف الفصائل الفلسطينية، وكأنه كان اجتماعاً استباقياً لما سيحدث لاحقاً في غزة.
وبالنظر إلى هذا السياق، يظهر أن الثناء الذي أبداه الرئيس تبون على البعثة الجزائرية، ليس مجرد تقدير لإنجاز دبلوماسي فحسب، بل يمثل استمرارا لالتزام الجزائر بالقضايا العالمية، وخاصة القضية الفلسطينية، ويتجلى دور الجزائر كلاعب فاعل في المشهد الدولي، حيث تستمر في دعم القضايا العادلة وحقوق الإنسان، مما يؤكد على عمق الروابط الثقافية والتاريخية التي تربط الشعب الجزائري بالشعوب المضطهدة حول العالم، وتجسيدا لتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية على الصعيدين الوطني والدولي.