لقيت حملة التبرع بالدم التي برمجتها الوكالة الوطنية للدم بالتعاون مع جامع الجزائر اقبالا معتبرا من طرف المصلين وزوار هذا الصرح الديني الحضاري، وهو ما يؤكد تمسك المجتمع الجزائري بكل فئاته بقيم التضامن والتآزر خلال الشهر الفضيل لا سيما عندما يتعلق الأمر بإنقاذ الأرواح.
عرفت هذه المبادرة، التي تمت تحت شعار “متحدون جميعا للتبرع بالدم في شهر التضامن” والمندرجة في اطار احياء اليوم المغاربي للتبرع بالدم، تجاوبا معتبرا من قبل المصلين وزوار جامع الجزائر من مختلف الولايات، مجسدين بذلك اجمل صور التضامن و التآزر المتأصلة في المجتمع الجزائري لا سيما خلال شهر رمضان الفضيل او عندما يتعلق الامر بإنقاذ أرواح تكون بحاجة ماسة الى هذه المادة الحيوية (الدم) .
وعبّر العديد من المصلين الذين التقتهم /وأج بجامع الجزائر عن تحمسهم للمشاركة في حملة التبرع بالدم التي اقيمت بهذا الصرح الديني الحضاري، منهم السيد كمال و هو أستاذ جامعي بباتنة حيث صرح ان التبرع بالدم هو “احياء لسنن التضامن والتعاضد في المجتمع الجزائري والمساهمة في انقاذ الأرواح التي تكون بحاجة الى الدم” الى جانب “رفع المخزون من هذه المادة ببنوك المستشفيات وتحسبا لأي طارئ”.
وبدوره، أوضح فارس دلومي وهو رياضي من ولاية غرداية اعتاد على التبرع بالدم مرتين في السنة على الأقل -حسب تعبيره- ان “التبرع بالدم واجب ولو مرة في السنة على كل من يتمتع بصحة جيدة من اجل انقاذ حياة الاخرين”. وأبرز ذات المتحدث ان اختيار جامع الجزائر لهذه المبادرة كان “صائبا باعتبار ان الدين الاسلامي يحث على التكافل والتضامن والهبة لمساعدة الضعفاء كالمرضى المحتاجين للدم” ناهيك “عن حشود المواطنين الذين يتوافدون على جامع الجزائر خلال شهر رمضان المبارك”.
من جهته، اعتبر الشاب سليم العايب من ولاية سطيف، وهو متبرع رفقة اثنين من أصدقائه، ان احتضان جامع الجزائر لهذه الحملة خلال الشهر الفضيل “تظاهرة انسانية فريدة من نوعها زادها المكان جانبا روحانيا وأخلاقيا يتمثل في الاسراع في الخيرات ومساعدة المرضى خاصة خلال هذا الشهر”.
واستجاب لهذا النداء التضامني أيضا عمال واطارات جامع الجزائر الذين “سارعوا هم كذلك الى التبرع بالدم”. كما سهر كل طاقم جامع الجزائر تحت إشراف عميد الجامع، محمد المأمون القاسمي الحسني على “انجاح العملية من خلال حث المصلين وزوار هذه المنارة الدينية على التبرع” بهذه المادة الحيوية حسب ما أفاد به ل /وأج المدير الفرعي للاعلام والاتصال بجامع الجزائر، السيد بلقاسم عجاج.
كما قام أيضا، أئمة هذا الصرح الديني -يضيف نفس المسؤول- “بتعبئة المصلين وتشجيعهم على التبرع من خلال دروس دينية أبرزت فضائل التضامن وفعل الخيرات وانقاد أرواح الأخرين وهو ما يحث عليه الدين الإسلامي الحنيف والقيم الراسخة في المجتمع الجزائري”.
حملة ثالثة يوم 6 أفريل
وأضاف عجاج ان جامع الجزائر سخر كل امكانيات المادية والبشرية من اجل “إنجاح” هذه الحملة كما جند كذلك حسب نفس المسؤول، كافة وسائل الاعلام والاتصال التي يحوز عليها وكذا صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لهذه الحملة الانسانية والتضامنية.
بدورهم، نوه مسؤولو الوكالة الوطنية للدم بالإقبال “الكبير” للمصلين على التبرع بالدم بجامع الجزائر من اجل تموين بنوك الدم خلال شهر رمضان، حسب مدير الاتصال بالوكالة الوطنية للدم الدكتور كري سفيان، الذي ذكر ان جامع الجزائر احتضن حملتين يومي 22 و30 مارس الفارط فيما يستعد لاحتضان حملة ثالثة يوم 6 أفريل القادم أي بمناسبة اليوم الـ27 من رمضان.