بعد النجاح الباهر الذي حققته الدورة السابقة من المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي، الموسومة باسم الولي الصالح “سيدي أبي العباس أحمد التجاني”، نظمت الطبعة العاشرة للمهرجان باسم الشيخ “سيدي أحمد بن الحرمة اليحياوي القادري” مؤخرا، وعن هذا الحدث الثقافي الدولي الهام، كان لنا هذا الحوار مع محافظ المهرجان الدكتور أحمد بن الصغير.
الشعب: كيف تلخّصون سبب اختياركم لشخصية المهرجان وشعاره لاسيما عن ضيف شرف الطبعة العاشرة؟
محافظ المهرجان للدّولي للسّماع الصّوفي أحمد بن الصغير: تم اختيار شخصية “سيدي أحمد بن الحرمة اليحياوي القادري” في ذكرى وفاته المئوية 1924 – 2024م، اعترافا بما قدمه لفن السماع الصوفي في الجزائر، وقد نظّمت هذه الطبعة تحت الرعاية السامية وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، وإشراف والي ولاية الأغواط الأستاذ فضيل ضويفي، وفي المقابل “اختير لدورة هذا العام رمز احتضان العلم الوطني لقبة الصخرة تعبيراً عن رفض العدوان الغاشم على فلسطين”، وفي ذلك رمزية للموقف الراسخ للجزائر مع “فلسطين” قضية المسلمين الأولى، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تمت موافقة الوزيرة على اختيار “دولة فلسطين” ضيف شرف هذه الدورة، وأضا على اختيار شعار الدورة العاشرة (السماع الصوفي لحن المقاومة وأنغام الثورة) تزامنا مع احتفاء الجزائر بالذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير المباركة 1954 – 2024م.
حدّثنا عن فحوى الندوة الفكرية التي جسّدت للتحاور العلمي المفيد في مجال السماع الصوفي، لاسيما عن محاورها التي شكّلت العصب الفكري من حياة هذا المهرجان؟
الندوة الفكرية الدولية للسماع الصوفي هي أحد الأنشطة المرافقة، وهو توجّه من وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي التي توصي في دفتر شروط المهرجانات خاصة الدولية، منها أن يتاح للمفكرين والباحثين والأكاديميين والكتاب أن يكون هناك شق علمي لهذه الأنشطة، وقد اختارت محافظة المهرجان مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة ليكون شريكا، وهو تجسيد للاتفاق بين وزارتين وزارة الثقافة والفنون ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حيث توزعت الندوة على أربعة محاور حسب البرنامج، برئاسة الدكتور نور الدين بن نعيجة المدير المساعد بمركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة، وسارت مجرياتها حسب البرنامج المرفق بـ “مركز البحث في العلوم الاسلامية والحضارة بالأغواط”، وذلك على مدار يومين، حيث نشطها أكثر من 36 باحثا، منهم 17 محاضرا من 15 دولة أجنبية، من بينها مركز الامام البخاري بسمرقند بدولة اوزباكستان، معهد دراسات البحر الأبيض المتوسط ومركز دراسات شمال افريقيا ببوسان بكوريا الجنوبية، ومركز البحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية بوهران، إلى جانب مشاركة 19 محاضرا جزائريا من عدة مؤسسات بحثية وجامعية. كانت محاورها حول شخصية المهرجان، الشيخ “سيدي أحمد بن الحرمة “رحمه الله وطريقته القادرية، والتصوف ودوره في النضال التحرري، اضافة الى “الأبعاد الحضارية السماع الصوفي”، كما فتحت نافذة على “دور التصوف والصوفية في نصرة القضية الفلسطينية”، تزامنا مع ما يعانيه إخواننا في غزة من طرف العدوان الصهيوني الغاشم، وتوصياتها خلصت إلى: “الالتفات الى هذا التراث وهذا الموروث، وإعطاء حظ كبير من موروث الشيخ “سيدي أحمد بن الحرمة “ونشره.
كم بلغ عدد المشاركة الإجمالية في الطبعة العاشرة من المهرجان؟
المهرجان عرف مشاركة 129 من الأجانب، و150 من الجزائريين، ويعتبر فرصة حقيقية لتفعيل الجو الرمضاني وإشاعة الأجواء الروحية للتضامن من خلال الألحان والمدائح والأذكار التي تناوبت الفرق الحاضرة في ترنيمها للجمهور الواسع، تجذر الإشارة هنا إلى أن المشاركات الدولية كانت من تسعة عشرة دولة من القارات الثلاث هي (فلسطين، كوريا الجنوبية، اليمن، سوريا، العراق، اندونيسيا اوزبكستان قرغیزستان، ایطالیا، ایران تركيا، روسيا، البوسنة والهرسك، ألبانيا، ليبيا، مصر، تونس موريتانيا نيجيريا)، حيث أن سبع دول تشارك للمرة الأولى في المهرجان هي (كوريا الجنوبية، البوسنة والهرسك، إیران، قرغیزستان، العراق، إيطاليا، أندونيسيا)، بالإضافة الى المشاركات الوطنية من عدة ولايات، حيث كانت السهرات الرئيسية تجرى فعاليتها على مستوى المسرح الجهوي “بلقاسم فنطازي” بينما توزعت الأنشطة الجوارية، من بينها معارض للصناعات التقليدية من طرف العارضين المحليين وضيوف الطبعة الذين توزّعوا بكل من بلديتي حاسي الرمل وعين ماضي، وبالولاية المنتدبة أفلو، لاسيما المعرض الذي نظم في بهو مسرح بلقاسم فنطازي طيلة أيام المهرجان.
كلمة أخيرة من محافظة المهرجان الثقافي الدولي للسّماع الصوفي؟
تطلّعنا دوما إلى الافضل، فكما ورد في الأثر “أن همة المرء لو تعلّقت بالثريا لنالها”، نحن نعلم أن الجزائر بقدراتها وقدرات أبنائها وثقتنا بموروثنا وثقافتنا ستدفعنا نحو الوصول إلى المبتغى بإذن الله، كما لا يفوت المحافظة أن تثمّن وتشكر مساهمات المؤسسات العمومية والخاصة التي استجابت لدعم الفن الراقي والثقافة الأصيلة.