تشكل آلاف القنابل التي ألقت بها قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الفارط ولم تنفجر، خطرا كبيرا يحدق بأهالي المنطقة وقد يكون من بين أكثر مخلفات العدوان خطورة على الذين نجوا من آلة الموت الصهيونية خاصة وأن معظم هذه الذخائر غير المنفجرة يتواجد تحت ركام المباني والمنازل..
ومع تواصل العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر، يزداد عدد القنابل والقذائف التي تسقطها يوميا قوات الاحتلال دون أن تنفجر، لتتحول فيما بعد إلى ألغام موقوتة قد تحدث كوارث إنسانية على السكان بمجرد الدوس عليها أو محاولة لمسها، وهي تعد واحدة من بين العديد من مخططات العدو لنسف المنطقة ومنع الأهالي من العودة إلى أراضيهم.
وقد اعتمد الكيان الصهيوني على هذه الخطة، بداية بقصف المربعات السكنية المتواجدة على حدوده مع دولة فلسطين وهدم كل المباني والمنشآت المتواجدة بها لإقامة منطقة عازلة، يقوم بزرع أكبر عدد من الألغام بها لتعزيز أمنه وتفادي تسلل أي شخص إلى مناطقه.
وفي سياق إحياء اليوم العالمي للتوعية ضد مخاطر الألغام، أوضح لؤي عبد المؤمن، خبير استراتيجي فلسطيني ومختص في ملف التوعية ضد مخاطر الألغام، في حديث لـ “وأج”، أن “سياسة الكيان الصهيوني القائمة على التقتيل والتنكيل بالفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم رافقتها خطة زرع الألغام بقطاع غزة وتجريد المنطقة الحدودية من ساكنيها لإقامة منطقة عازلة ملغمة”.
وأكد عبد المؤمن أن “عملية التهجير القسري التي عمل على تنفيذها الكيان الصهيوني منذ بداية العدوان على غزة ورفضه عودة السكان إلى مناطقهم، تندرج في إطار إخلاء المنطقة الحدودية لإقامة شريط ملغم عليها”.
وكشف أن الهدف من إقامة هذه المنطقة الملغمة هو “تعزيز أمن الكيان الصهيوني لتفادي أي عملية اختراق لحدوده مستقبلا مثلما حدث في السابع من أكتوبر الماضي، حيث من المنتظر أن تكون هذه المنطقة العازلة بمثابة حاجر أمني مليء بالألغام والمتفجرات، وكذا بهدف توسيع حدوده ونهب المزيد من الأراضي الفلسطينية”.
وأفاد ذات المتحدث أن مخلفات العدوان الصهيوني على قطاع غزة ستكون وخيمة حتى بعد انتهائه، حيث سيواجه سكانه خطر انفجار الألغام أو القنابل المندسة تحت ركام المباني خاصة بعد إزالة مخلفات الدمار والخراب لبدء عملية إعادة الإعمار والبناء.
وأضاف أن كل شبر من أراضي قطاع غزة شاهد على العدوان الهمجي الصهيوني “فبمجرد انسحاب جنود العدو وآلياته يتركون ورائهم الآلاف من الذخائر وبقايا الصواريخ التي تكون من بينها أعداد هائلة لم تنفجر، وتشكل هذه البقايا الحربية خطرا على كل من يقترب منها”.
كما تخلف الأجسام والغازات المنبعثة من هذه الذخائر،حسب ذات المتحدث، وكذا “من الأسلحة المحرمة دوليا التي يستخدمها الكيان الصهيوني كالقنابل العنقودية والفسفور الأبيض أمراضا خطيرة تظهر على المدى البعيد، كما تتسبب في تشوهات خلقية يولد بها الأطفال نتيجة استنشاق أمهاتهم لهاته الغازات السامة”.
و أردف قائلا أن قطاع غزة كان يعاني على مر السنين من خطر الألغام والقنابل غير المنفجرة التي ظلت مدفونة تحت الأرض نتيجة العدوان الذي شنه الكيان الصهيوني خلال السنوات السابقة، حيث خلفت هذه الذخائر الموقوتة العديد من الشهداء والجرحى ناهيك عن المعاقين وذوي التشوهات المستدامة التي ما تزال تنخر أجساد الغزاويين إلى اليوم .
وعشية إحياء اليوم العالمي للتحسيس بمخاطر الألغام، طالب عبد المؤمن المجتمع الدولي بضرورة “إيفاد لجان مختصة إلى قطاع غزة للوقوف على ما يخلفه العدوان الصهيوني، ولإيجاد طريقة للتخلص من بقايا الذخائر والأسلحة قبل أن تتسبب في حصد المزيد من الأرواح التي نجت من قصف مدفعية العدو”.
وتهدد الألغام المزروعة بقطاع غزة أو مخلفات الذخائر والقنابل التي أسقطها العدو الصهيوني الغاشم، حياة الأهالي الذين نجوا من القصف فوق رؤوسهم، ليواجهوا خطر انفجارها في لحظة غير معلومة قد تودي بحياتهم أو تتسبب لهم في إعاقات وتشوهات خطيرة على أجسادهم تظل شاهدة على بطش المحتل الصهيوني.