تتربع الجزائر على صدارة أكبر الممونين لأهم سوق غاز في العالم، ويتمثل في السوق الأوروبية التي تشهد طلبا متزايدا للطاقة، وبفضل احتياطاتها وإمكانياتها تسير في رواق صحيح، من أجل تعزيز مخزونها وضخ كميات كبيرة مرتكزة على إستراتجية توسيع الاستثمارات وتعزيز الاستكشاف، والانفتاح على التكنولوجيا المتطورة، وينظر في هذه السوق المهمة والمنعشة لاقتصاديات الدول المصنعة إلى الجزائر كأحد الممونين الرئيسيين المعوّل عليه في تكريس ضمان الأمن الطاقوي وبناء مسارات سلسة وآمنة لمختلف الزبائن والمستهلكين سواء بالغاز المسال أوعن طريق التموين بغاز الأنابيب.
عكس تقرير منتدى البلدان المصدرة للغاز الدور الواضح والمسار الصحيح الذي تنتهجه الجزائر ويعكس انفتاحها على مستقبل مهم في أسواق الغاز العالمية، في ظل الترقب القائم حول استمرار الطلب على الغاز الطبيعي، باعتباره طاقة حيوية ضرورية، كما سلط الضوء على الانخراط الجاري بهدف التواجد في مزيج الطاقة العالمي إلى غاية آفاق عام 2050 وأبعد من ذلك، على خلفية أن التحول الطاقوي النهائي لن يتحقق في العالم بسهولة وفي ظرف زمني يمـكن تحديده مسبقا، لأن لكل دولة إمكانياتها ونظرتها وخياراتها.
ملف: فضيلة بودريش وهيام لعيون
منتدى البلدان المصدرة للغاز : الجزائر في المقدّمة وتسير في الرواق الصّحيح
ستكون الجزائر حاضرة وبقوّة كما عوّدت زبائنها، تموّلهم بما يحتاجونه لأنها تعرف كيف تسطر البرامج الرائدة، ومدركة بأن سوق الغاز رغم الهدوء الذي تشهده خلال الثلاثي الأول من عام 2024، إلا أن هذا السوق المهم مرشح للاتساع من خلال ارتفاع الطلب، لأن مختلف التوقعات تؤكد، أن الطلب على الغاز الطبيعي سيرتفع بشكل كبير، كما وصف تقرير منتدى البلدان المصدرة للغاز هذا النمو للأسواق كذلك بالمذهل أي بنسبة لا تقل عن مستوى 34 بالمائة، وهذا دون شك سينعش حصته بشكل محسوس في مزيج الطاقة العالمي من 23 بالمائة إلى 26 بالمائة مستقبلا.
ولعلّ جميع الدول المنتجة من بينها تلك البلدان المنضوية في تكتل منتدى البلدان المصدرة للغاز، وعلى رأسها الجزائر متيقنة بأن تطور وتألق هذه الطاقة متوقف على الدفع نحو الأمام باستثمارات ضخمة لا ينبغي أن تتوقف، على اعتبار أن سلسلة من التقارير الأخيرة، تشير إلى أن صناعة الغاز في حاجة ماسة إلى ضخ استثمارات ضخمة لا تقل عن حدود 8.9 تريليون دولار، بهدف تلبية الطلب المتزايد والمرشح لأن ينمو بقوة كبيرة، ليس في أسواق أوروبية وحدها على غرار ألمانيا بل كذلك في أسواق قارة آسيا.
مموّن مهم للسّوق الأوروبية
وسجل الطلب على الغاز الطبيعي ارتفاعا صاروخيا ناهز الذروة في بعض المناطق، وعلما أنه يستمر في الارتفاع على المستوى العالمي، ومن المتوقع أن يصل لما بين 625 مليون طن و685 مليون طن سنويا في آفاق 2040.
وأخيرا تأكد أن الجزائر تحافظ على مكانتها كمموّن مهم للسوق الأوروبية بالغاز الطبيعي على المدى الطويل. ويرسّخ تقرير منتدى البلدان المصدرة للغاز مرة أخرى، ترشيحه للجزائر بأن تتمكن من المحافظة على مكانتها كمموّن كبير للغاز الطبيعي نحو السوق الأوروبية، سواء كان ذلك عبر التصدير من خلال الأنابيب أو عبر الغاز الطبيعي المميّع، على الأقل إلى غاية 2050.
ولم تفتك الجزائر هذا الدور، إلا بكونها مموّن أساسي لمنطقة جنوب أوروبا بالغاز الطبيعي، على خلفية أنها ترصد ما لا يقل عن 70 بالمائة من صادراتها إلى هذه السوق.
الجزائر في الصدارة
ورتب تقرير منتدى البلدان المصدرة للغاز، الجزائر في صدارة قائمة المصدرين خاصة ما تعلق بإنتاج الغاز الطبيعي، كونها قامت بالرفع من حجم تموينها للغاز في إطار مساعي تطوير الحقول المستغلة وتسريع استغلال الاكتشافات الجديدة المحققة من طرف مجمع سوناطراك، في وقت تواصل تجسيد خططها الاقتصادية لاستغلال أمثل لمواردها الطبيعية.
الغاز طاقة نظيفة ووقود مثالي، ينتظر منه لعب دور مركزي وتحقيق أهداف محورية مستقبلا،
ومن الطبيعي أن تنجح الجزائر في بسط رؤية تقوم على ضخ كميات معتبرة من هذه المادة الحيوية في أسواق أوروبية على وجه الخصوص، وتعد الأهم إقليميا والأكبر لجنوب القارة الأوروبية، وتملك الجزائر من الثروات والمقومات ما يسمح لها أن تحافظ على مكانتها وتطور من احتياطاتها وإنتاجها لعقود مقبلة طويلة من الزمن، ولعل مختلف التقارير تصب في مجال قوة تأثير الجزائر في رسم معالم خارطة الطاقة العالمية، كمنتج ومهندس لمعالم هذه الخارطة بالتنسيق مع دول منتجة.
اقتحام أسواق خارجية
صحيح أن الجزائر بلد طاقوي يصدر الغاز منذ أزيد من ستة عقود، ولكن التحول الذي يشهده يتمثل في كونه أكبر بلد في إفريقيا من حيث المساحة، تحول إلى مستثمر لا يكتفي بإنتاج الطاقة والتنقيب في الداخل، بل شرع في اقتحام أسواق خارجية في صدارتها أسواق أوروبية وكذا أسواق في أمريكا اللاتينية، لأن الجزائر تؤمن بأن الغاز مادة إستراتيجية في المزيج الطاقوي وتسير وفق هذا الطرح.
كل المؤشرات تؤكد أن الجزائر انطلاقا من موقعها القوّي في السوق، ستعزز حضورها الفاعل في أسواق الغاز، خاصة أنها أثبتت بعد نجاحها في تحقيق استكشافات ثمينة بقدرات محلية لمجمع سوناطراك خلال عام 2022 ومطلع 2023، صارت مرشحة لأن تواصل في نفس الاتجاه لتحقق المزيد من الاستكشافات والآبار الثمينة خلال السنوات المقبلة داخل وخارج الوطن، في إطار استثمارات تجسدها بذكاء وطموح.
وينظر إلى الجزائر على أنها تقود القارة الإفريقية إلى التربع على أهم الأسواق العالمية، وعلى رأسها الأوروبية، خاصة عقب نجاحها في بسط رؤية إستراتيجية لتطوير رهانات إنتاج وضخ كميات كبيرة من الغاز. إذا مكانة الجزائر مهمة بعد أن نجحت في تحقيق ريادة بارزة والتزام كبير في تموين المستهلكين بالغاز وعلى رأسهم الشركاء التقليديين من دون انقطاع.
الخبير بوزيان مهماه: ضرورة اندماج الشركاء في مسارات العقود الطويلة الأجـل
يرسم الخبير الطاقوي بوزيان مهماه، مشهدا شاملا لمستقبل الغاز في أوروبا آفاق 2050، من خلال المعطيات المتعلقة بالتطورات الطاقوية في الفضاء الأوروبي، إنتاجا واستهلاكا واستيرادا وتتبعا لمسارات الإمدادات، حيث يؤكد أنّ التوقعات المُحيّنة لصناعة الغاز العالمية في آفاق 2050 لمنتدى الدول المصدرة للغاز التي أكدت على المكانة الطاقوية الهامة للجزائر كمموّن أساسي للسوق الأوروبية بالغاز الطبيعي، من خلال التصدير عبر الأنابيب أوبالغاز الطبيعي المميّع، بإمكانها أن تتعزّز أكثر في مشهد الطاقة العالمية لـ “ما بعد فترة 2050”.
قال الخبير الطاقوي في تصريح خصّ به “الشعب”، إن الجزائر تمتلك كل المؤهلات لضمان الحصة الأكبر من واردات الغاز إلى الفضاء الأوروبي، حيث من المتوقع أن تنخفض واردات أوروبا من الغاز الطبيعي من 317 مليار متر مكعب المسجلة في عام 2022 إلى 211 مليار متر مكعب كصافي واردات من الغاز الطبيعي في آفاق 2050.
في السياق، أشار إلى أن “محافظة الجزائر على مكانتها كمورد مهم للغاز الطبيعي للسوق الأوروبية، سواء من خلال خطوط الأنابيب أوصادرات الغاز الطبيعي المسال حتى عام 2050، عامل ضمان لأمن الإمدادات من الغاز للقارة الأوروبية، والجزائر كفيلة بأن تبقى عامل ضمان للأمن الطاقوي الجواري المندمج في منظومة الطاقة العالمية الآمنة”.
بالمقابل، نبه مهماه إلى نقطة مهمة جدا، تتعلق بضرورة إفصاح بعض الشركاء الأوروبيين وبالجدية اللازمة عن خارطة الطريق الطاقوية لهم بكل وضوح وموضوعية وثبات والتزام، مضيفا “هذا ينبغي أن يعكسه اندماجهم الطوعي في مسارات العقود الطويلة الآجال، والجزائر ستكفيهم مشقة القلق القاتل وحالة الهلع المريب من مستقبلهم الطاقوي الذي وسموه بإرادتهم بحالة “اللايقين” نتيجة مشاكل داخلية تخصهم.
تطوير الحقول الناضجة
أبرز المختص في المجال الطاقوي، أن الجزائر تعمل حاليا على زيادة إمداداتها من الغاز الطبيعي من خلال تطوير الحقول الناضجة، وتسريع استغلال الاكتشافات الجديدة على المدى القصير والمتوسط، حيث سيشهد إنتاج الغاز الطبيعي ارتفاعا ملحوظا، ليواصل مساره التصاعدي الذي شهده بين سنتي 2019 و2022 من 85 مليار متر مكعب إلى 101 مليار متر مكعب، خصوصا وأن الجزائر حققت اكتشافات جديدة لحقول الغاز، إضافة إلى دخول أخرى حيّز الاستغلال على غرار حقل باحمو، بطاقة إنتاج تصل 5,2 مليار متر مكعب سنويا.
بالإضافة إلى تسريع تطوير المشاريع الرئيسية ــ يقول مهماه ــ المقرر أن تبدأ عملياتها بمساهمة متوقعة قدرها 10 مليارات متر مكعب، لا سيما في حاسي الرمل وأحنات وعين أميناس، فضلا عن أن تجسيد مشروع 15000 ميغاواط من الطاقة الشمسية سيمكن من الحفاظ على أزيد من 10 مليار متر مكعب من الغاز.
وقال في السياق، “ كل هذه الكميات الإضافية ستعزز من قدرات الجزائر التصديرية للغاز الطبيعي مستقبلا، كما أنه من المتوقع أن يسهم الاستثمار المتزايد من شركات سوناطراك إلى الرفع من قدرات الإنتاج الغاز والتصدير مستقبلا، لذلك من المتوقع أن تحافظ الجزائر على مكانتها كمورد مهم للغاز الطبيعي للسوق الأوروبية، سواء من خلال خطوط الأنابيب أوصادرات الغاز الطبيعي المسال حتى عام 2050”.
وأوضح الخبير مهماه أن الغاز الجزائري يستند على عناصر استدامة متينة، تدعمها الموثوقية العالية التي تتميز بها الجزائر في السوق الطاقوية العالمية وموثوقية إمداداتها واحترامها الصارم لمضامين العقود المبرمة معها، إضافة إلى عامل القرب الجغرافي من الضفة الجنوبية للقارة الأوروبية، وحيازة الجزائر بنية تحتية قوية من شبكة أنابيب الغاز الوطنية والعابرة للمتوسط والتي تتجاوز سعتها 45 مليار متر مكعب وسيتم ربطها بخط أنابيب الغاز العابر للصحراء وصولا إلى نيجيريا ومرورا بالنيجر، والذي يمكنه نقل 30 مليار متر مكعب مستقبلا، مؤكدا أن هذه” الشبكة ستتدعم مستقبلا بشبكة الأنابيب العابرة للمتوسط بخط ثالث لنقل الغاز خصوصا الهيدروجين، دون إغفال حيازة الجزائر قدرات إسالة للغاز تصل إلى 30 مليار متر مكعب”.
نحو تحقيق نمو ملحوظ
وحول المشهد الإقليمي، أفاد ذات المتحدث، أن إنتاج الغاز الطبيعي في أفريقيا “يستعد ليشهد نموا ملحوظا، حيث من المتوقع أن تحقق المنطقة أسرع معدل نموسنوي لإنتاج الغاز بنسبة 2.8 % خلال الأفق المتوقع، وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يصل إنتاج الغاز الطبيعي إلى 550 مليار متر مكعب، أي أكثر من ضعف ما كان عليه خلال العقدين الماضيين، حيث من المتوقع أن تكون هذه الزيادة في الإنتاج مدفوعة بموزمبيق ونيجيريا ودول أخرى في غرب إفريقيا”.
وبحلول عام 2050، يتوقع مهماه، أن تظل صادرات أفريقيا من الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا عند مستوى 48 مليار متر مكعب، تستحوذ عليها الجزائر ضمن المجموعة الإفريقية، حيث تعتبر الجزائر حاليا المورد الرئيسي للغاز إلى جنوب أوروبا، حيث تقدم ما يقرب من (70%) من صادراتها إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب والـ30% المتبقية في شكل غاز طبيعي مسال، ففي عام 2022 صدّرت الجزائر 52 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إجمالا.
منظومة الطّاقة الأوروبية
كما توقّع الخبير ذاته، أن تشهد منظومة الطاقة الأوروبية تحولًا كبيرا خلال الـ (26 سنة) القادمة، حيث سينخفض الطلب على الغاز من 480 مليار متر مكعب في عام 2022 إلى 300 مليار متر مكعب بحلول عام 2050، لتتحول مساهمة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة الأوربية من 22% في عام 2022 إلى (15%) في العام 2050، بفعل تنفيذ سياسات راديكالية لإزالة الكربون من منظومة الطاقة الإقليمية، هذا الخفض في استهلاك الغاز بحجم قدره 180 مليار متر مكعب بين عامي 2022 و2050 سيقوده الرباعي (ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا).
وتطرق مهماه إلى الصعوبات التي يشهدها قطاع إنتاج الغاز في أوروبا، حيث “عرف انخفاضا كبيرا على مدى العقد الماضي بحجم 70 مليار متر مكعب، خصوصا مع الانخفاض الكبير لإنتاج الغاز في هولندا، مبرزا أن “ قطاع الغاز الأوروبي يواجه نضجا متزايدا، إلى جانب ارتفاع التكاليف التطويرية لحقول جديدة، كلّ ذلك مرفوقا بتقلص حاد للاستثمارات في أنشطة المنبع، وهوما سيحدّ من آثار النمو في إنتاج الغاز في كلّ من النرويج والمملكة المتحدة”.
وبالرغم من أن أوروبا عرفت نموا مؤقتا مكنها في عام 2022 من زيادة بنسبة (3.8 %) في إنتاج الغاز الطبيعي، إلا أن هذا النمو بحسب مهماه ــ لن يوقف حالة التراجع العام في الإنتاج مستقبلا، على الرغم من موافقة الحكومة النرويجية على إنشاء 19 حقلاً للنفط والغاز في عام 2023، باستثمارات بلغت في مجموعها 18.5 مليار دولار، فمن المتوقع أن يصل إنتاج الغاز في النرويج إلى 115 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، لينخفض بعد ذلك إلى 50 مليار متر مكعب بحلول عام 2050.
نحو تضاؤل إنتاج الغاز بأوروبا
وفي نفس هذا الاتجاه، أكد مهماه، أنه من المتوقع أن يستمر إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا في التضاؤل في السنوات القادمة، لينخفض من مستوى 213 مليار متر مكعب الذي سجله في سنة 2022 إلى 88 مليار متر مكعب بحلول عام 2050، حيث من المتوقع أن تنكمش حصة أوروبا من فطيرة إنتاج الغاز الطبيعي العالمية من 5% في عام 2022 إلى 1.6 % فقط بحلول 2050.
وأضاف “على الرغم من الصعود المتوقع لإنتاج الغاز في كلّ من تركيا ورومانيا، الدولتان اللتان ستلعبان مستقبلا أدوارا محورية في التخفيف من انخفاض الإنتاج في جميع أنحاء القارة الأوروبية، حيث من المتوقع أن تصل المساهمة الجماعية إلى ما نسبته (30%) من إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا بحلول عام 2050، مقارنة بنسبة (4%) في عام 2022، ومع سيطرة رومانيا مستقبلا على إنتاج الغاز من المكامن البرية، حيث ستصل حصتها لوحدها 55%، فإن إنتاج الغاز الطبيعي من المكامن البحرية سيكون المصدر الرئيسي لإمدادات الغاز في أوروبا”.
وفي هذا الصّدد، يرى مهماه أن الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا سيتراجع بسبب الخطط والسياسات التي تركز على إزالة الكربون في مزيج الطاقة الأوروبي بحلول عام 2050، ، فمن المتوقع أن تنخفض واردات أوروبا من الغاز الطبيعي من 317 مليار متر مكعب المسجلة في عام 2022 إلى 211 مليار متر مكعب كصافي واردات من الغاز الطبيعي في آفاق 2050، متوقعا أن تبقى أوروبا تمثل حوالي (20%) من واردات الغاز العالمية، ومن المتوقع كذلك أن تحافظ إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة على مواقعها كأسواق رئيسية للغاز الطبيعي في أوروبا.