يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء، جلسة إحاطة حول الأطفال والصراع المسلح ومعالجة عواقب منع وصول المساعدات الإنسانية.
يسعى اجتماع اليوم الى تسليط الضوء على التأثير الشامل لمنع وصول المساعدات الإنسانية على الأطفال، واقتراح الحلول لتسهيل وصولها إلى جميع من يحتاجون إليها، وتحديد اجراءات التقييم والإبلاغ عن رفض وصول المساعدات الإنسانية والبحث في كيفية تحديد آليات لبيانات الرصد و الابلاغ بهذا الشأن.
ويركز المجلس على منع وصول المساعدات الإنسانية، وهو أحد الانتهاكات الستة الجسيمة التي رصدتها آلية الرصد والإبلاغ التي تقودها الأمم المتحدة بشأن “الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في حالات النزاع المسلح” والتي أنشأها القرار 1612 الصادر في 26 يوليو 2005.
والانتهاكات الستة الجسيمة، كما حددها مجلس الأمن، هي تجنيد الأطفال واستخدامهم، والقتل والتشويه، والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، والهجمات على المدارس والمستشفيات، والاختطاف، والحرمان من وصول المساعدات الإنسانية.
ويذكر الدليل الميداني لآلية الرصد والإبلاغ، الصادر في يونيو 2014، أن الحرمان من وصول المساعدات الإنسانية هو “الحرمان المتعمد أو إعاقة مرور المساعدات الإنسانية التي لا غنى عنها لبقاء الأطفال” من قبل أطراف النزاع،
وتشمل الأفعال التي ترقى إلى مستوى هذا الانتهاك كالهجمات ضد عمال الإغاثة وقوافل الإغاثة، والهجمات على البنية التحتية الحيوية مثل مرافق المياه والصرف الصحي، والعوائق البيروقراطية والإدارية، وتعليق المساعدات أو تحويلها.
وتزايدت الحالات المؤكدة لمنع وصول المساعدات الإنسانية منذ عام 2005، وبلغت ذروتها في عام 2019 عند حوالي 4400 حادث وظلت مرتفعة الى غاية اليوم.
وتشير بيانات عامي 2023 و2024 إلى تسجيل ارتفاع في حالات الحرمان من وصول المساعدات الإنسانية.
وعلى الرغم من أن أعضاء المجلس غالبا ما يناقشون مسألة وصول المساعدات الإنسانية في اجتماعاتهم غير أنهم نادرا ما يعتبرون الحرمان من وصول المساعدات الإنسانية انتهاكا خطيرا ينبغي معالجته من خلال آليات خاصة بالأطفال والصراعات المسلحة.
وتسبب العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة في نزوح 9ر1 مليون فلسطيني من شمال القطاع الى جنوبه. وحذر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، جيمس إلدر، من أن أطفال قطاع غزة “مازالوا يتعرضون لأهوال الحرب والجوع” جراء تواصل العدوان الصهيوني الوحشي.
وأكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة “الأونروا”، فيليب لازاريني، أن العدوان الصهيوني على غزة، هو “حرب على الأطفال وتعليمهم ومستقبلهم”، حيث حرم جميع الأطفال من التعليم لمدة تقرب من 6 أشهر.
وأشار الى استشهاد 13.750 طفل، بالإضافة إلى 17.000 طفل غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم، وكل يوم يفقد 10 أطفال أرجلهم، وتوفي العشرات من الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف، و أكثر من 50 مدرسة دمرت تماما، من بينها عدة مدارس تابعة “للأونروا”.
كما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، من العواقب الكارثية للحصار الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، مؤكدا أن العوائق المفروضة على وصول مواد الإغاثة أدت إلى إضعاف قدرة الجهات الإنسانية الفاعلة على الوصول إلى المحتاجين في جميع أنحاء القطاع.
وأكد مكتب “أوتشا” أن الحصار المفروض على غزة، بما في ذلك المعابر المغلقة وانعدام المياه والكهرباء، من العناصر الرئيسية للكارثة الإنسانية الكبرى التي تتكشف في غزة.