أكّد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، ان العالم اليوم أمام مرحلة فارقة ومفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية
أجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، اليوم الاحد، بمقر الوزارة، محادثات مع رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، محمد مصطفى، وفي كلمة ترحيبية، أكد عطاف أن الزيارة تأتي في ظل تواصل العدوان الصهيوني “الجائر والغاشم الذي يستهدف الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما في قطاع غزة”.
وقال عطاف ان “هذا العدوان لم تعد تخفى على أحد في المجموعة الدولية طبيعته الإجرامية ومآربه الظاهرة والمبطنة، والتي تلتقي كلها في هدف واحد، ألا وهو تصفية القضية الفلسطينية وتقويض المشروع الوطني الأصيل والمتأصل اللصيقبها”.
وأشار إلى أن “التصعيدات والاستفزازات التي يذكيها حاليا الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني في كل الاتجاهات وعلى العديد من الأصعدة، تنصب كلها في خانة صرف الأنظار عن القضية الفلسطينية وطمس الحقائق المتعلقة بها وإقصائها كليا من على سلم أولويات المجموعة الدولية”.
“ورغم خطورة الظرف الحالي وصعوبته البالغة، يقول عطاف، إلا أن ثقتنا تبقى كبيرة من أنه لن ينال بأي حال من الأحوال من عزيمة أهلنا الفلسطينيين الذين يصنعون الملاحم تلو الملاحم بصمودهم الأسطوري، وهم يحملون بين أيديهم راية الحق، ويجابهون بثباتهم ما يستهدفهم من تقتيل وتخريب وتدمير، ويسقطون برباطهم ما يحاك ضدهم من مؤامرات ودسائس”.
وأضاف عطاف قائلا : “إننا لا شك أمام مرحلة فارقة ومفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، مرحلة سيكون ما بعدها مختلفا تمام الاختلاف عما قبلها، فالعالم اليوم أضحى يدرك تمام الإدراك ضرورة، بل حتمية معالجة لب الصراع برمته عبر التعجيل بإقامة الدولة الفلسطينية السيدة والمستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف”.
ومن هذا المنظور – يضيف عطاف – فان “رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد أسدى تعليمات صارمة بتكريس عضوية الجزائر بمجلس الأمن لنصرة القضية الفلسطينية، حتى نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا وحتى نساهم بما أمكن وأكثر في التخفيف من معاناة أهلنا في كافة ربوع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالخصوص في قطاع غزة”.
و شدد على أنه “لا تزال جهودنا في هذه الهيئة الأممية المركزية تحظى بالتنسيق التام مع الأشقاء الفلسطينيين وبقية الأشقاء العرب، بل وكافة مجموعات انتماءاتنا الجيوسياسية، الافريقية منها والاسلامية، إلى جانب حركة عدم الانحياز”.
وتستهدف هذه الجهود -يضيف السيد عطاف – “مستويين رئيسيين من الأولويات، ألا وهي الأولويات الظرفية التي تتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي والتكفل بمخلفاته الكارثية إلى جانب الأولويات غير الظرفية التي تكمن في الحفاظ على مرتكزات ومقومات الدولة الفلسطينية وحشد المزيد من الدعم الدولي لصالحها”.
وأشار الى أن هذه الأولويات شكلت محور المحادثات الهامة التي جمعت مؤخرا بين الرئيس عبد المجيد تبون وأخيه الرئيس محمود عباس واللذين، كما قال، “عهدا إلينا بتعزيز التنسيق البيني والرفع من مستواه في أفق التحضير للمحطات والاستحقاقات المقبلة والوشيكة التي تخص القضية الفلسطينية على مستوى المنظمة الأممية بصفة عامة، وعلى مستوى مجلس الأمن على وجه الخصوص والتحديد”.
وبالتالي- يضيف عطاف- “فإن اجتماعنا اليوم الذي يأتي تكريسا لهذه التعليمات الدقيقة ولهذه التوجيهات السامية والذي يتم بمشاركة المندوبين الدائمين لكل من الجزائر وفلسطين بمنظمة الأمم المتحدة، يكتسي أهمية بالغة بالنظر لما ينتظرنا من جهود ومساع دبلوماسية مشتركة في قادم الأيام والأسابيع والأشهر، خاصة وأن مجلس الأمن يتأهب لإعادة فتح ملف العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة”.
وجددعطاف التذكير بما أكد عليه السيد رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة، من أن “الجزائر تبقى رهن إشارتكم، وبأنها لن تألو جهدا في اسماع صوتكم وإعلاء مصالحكم داخل مجلس الأمن، وبأنها ستبقى تدافع عن القضية الفلسطينية بكل أمانة وإخلاص ووفاء”.
من جانبه، أبرز محمد مصطفى، خلال المحادثات، “عمق العلاقات بين الجزائر و فلسطين و تميزها”، مثمنا دعم الجزائر المتواصل للقضية الفلسطينية.
وقال في السياق : “نعول كثيرا على الجزائر و دورها خاصة بتواجدها في مجلس الامن، كما نراهن على جهودها من اجل التوصل الى اقامة الدولة الفلسطينية حرة مستقلة”، معربا عن أمله في أن ما “ستقوم به الجزائر في المستقبل لصالح القضية الفلسطينية سيحقق الانجاز الاكبر بتجسيد الدول ة الفلسطينية المستقلة”.
وتحدث المسؤول الفلسطيني أيضا عن الجهود الرامية الى تمكين دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة و التي ستكون أيضا – كما قال – “محطة أخرى لصالح القضية الفلسطينية وليست الاخيرة”.
وبخصوص الوضع بالأراضي الفلسطينية المحتلة، قال السيد محمد مصطفى أن الشعب الفلسطيني يمر بوضع عصيب تحت الاحتلال كما هو الحال في غزة، لكنه سيظل صامدا ولن يرحل وهو مصمم على تحقيق الاستقلال و الحرية.
وأضاف: “بجهودكم، سوف نعمل على وقف إطلاق نار عاجل بقطاع غزة و تقديم المساعدات قبل بداية عملية اعادة اعمار القطاع الذي شهد دمارا كبيرا ونأمل أن تكلل الجهود التي ستقومون بها في المرحلة القادمة بالتعاون مع الاشقاء والاصدقاء في العالم بالإنجاز النهائي في اقامة دولة فلسطينية مستقلة”.