كثيرا ما تتطرق أعمال فنية عالمية إلى “ظاهرة المخدرات”، وتعالجها بطريقة تبدو للمشاهد والمتابع مقبولة، غير أنّ معالجة الظاهرة نفسها في أعمال جزائرية تبدو على الدّوام شاذة، وتثير انتقادات حادة تبلغ درجة الاتهام بأداء وظيفة عكسية للمقصود من الفني، بل إنها تذهب صراحة إلى أنها أعمال “تروّج” للسموم..
ولا نقبل – بطبيعة الحال – أن ينزل النقد إلى حضيض “الاتهام” وقراءة النوايا؛ ولكن “حسن الظن” لا يدل بالضرورة على الرضا بمستوى الأعمال، فهذه لا يزال أمامها جهد كبير كي تتوصل إلى اكتساب صفة “الفنية”.
ونعتقد أن المشكلة الرئيسية تكمن في افتقاد العاملين بمجال الفنّ إلى المفاهيم المؤسسة للأعمال الفنية، وهو ما لمسناه في بعض ردود الفنانين الذين علّقوا “الأخطاء” على مشجب “الواقعية”، مع أن الأستاذة “واقعية” لا علاقة لها بالقراءات المسطحة التي “غرقت” فيها بعض المسلسلات..
ولا مناص من الاعتراف بأن المشكلة الرئيسية التي تواجه ساحتنا الفنية، هي العزوف عن الاستعانة بالكتّاب المحترفين، والعزوف عن القراءة، والعزوف عن التكوين، والعزوف عن الإصغاء للآراء النقدية الحصيفة، وإن كان بعضهم يتوكأون على غياب “النقد”، ويفوتهم أن الناقد الورع لا يمكن أن يهتمّ بما يسمى أعمالا فنية مجازا..
إن التأسيس لصناعة سينمائية مقتدرة، يقتضي بالضرورة العناية بصناعة الكتاب، ولنا في النجاح الباهر الذي حققه فيلم “الأفيون والعصا” ما يدل على أن الكاتب المحترف والسينارست المحترف قادران على تقديم الأجمل والأروع..