أخفق مجلس الأمن، مرّة أخرى، في حفظ السّلام، وأشهرت الولايات المتحدة الأمريكية ورقة “الفيتو” في وجه الأغلبية الداعية إلى إحقاق الحق، وتمكين دولة فلسطين من الحصول على عضوية كاملة بهيئة الأمم المتحدة.
ولا غرابة في موقف الأمريكان، فهم يتّخذون من “الفيتو” مركبا لتمرير أطروحاتهم رغما عن جميع البشر، ولقد سبق لهم أن رفضوا “وقف إطلاق النّار”، وهذا أشدّ جرأة من مجرّد “رفض الاعتراف بحق الدّولة الفلسطينية”، وهي دولة يشهد العالم أجمع بأنّها راسخة في التاريخ، بل إنّها مثبتة حتى في الكتب المقدّسة..
والحق أنّ جميع دول المعمورة لا تعوّل كثيرا على “مجلس الأمن” الذي تحتكره أمريكا، غير أنّ الدول المحترمة تتعامل وفق الأطر القانونية المتفق عليها، حتى يتبين خطل “الخطاب الإنساني” الذي تجعله أمريكا واجهة لها، فهي “تقتل” باسم الحياة، و«تحتل” باسم الحرية، و«تروّع الآمنين” باسم السّلام، و«تفرض رأي الواحد على الجميع” باسم الديمقراطية، ولقد أقيمت الحجة البالغة على هذا الخطاب (الخردة) غير مرّة، ومع ذلك يواصل الأمريكان فرض الظلم على جميع الأمم..
إنّ القوانين المؤسّسة لمجلس الأمن في حاجة ماسة إلى إصلاحات عميقة، إذ ليس يعقل أن يقبل العالم بالوضع البائس المفروض عليه، في زمن يتغنّى بـ«التّحضر” ويتباهي بالمقامات الإنسانية السّامية، ويدّعي أنه بلغ بـ«العدل” منتهاه، مع أنّه يمتلك جرأة غير مسبوقة في تحقير معنى الإنسان..